فاجعة كبيرة ومصاب جلل ألمت بنا وعمت كل الضالع

> هاجع الجحافي

> فاجعة كبيرة ومصاب جلل ألمت بنا وعمت كل الضالع منذ ما قبل فجر اليوم، وذلك بخبر صعود روح أخي وصديقي العزيز القاضي أحمد علي مثنى الشاعري ، الى بارئها إثر نوبة قلبية بينما كان على وشك تناول السحور بنية الصيام ، وفجأة وجدته اسرته يردد الشهادتين، ولم تجدِ محاولات إسعافه إلى أحد المشافي، لأن الله تعالى اختاره إلى جواره صائما طهورا.

تحركت قبل ظهر اليوم من عدن مع عدد من الأهل والأقارب والأصدقاء واستقبلنا جثمانه الطاهر الذي وصل إلى مدينة الحبيلين بعد ظهر اليوم، ورافقناه إلى الضالع وشاركنا مع حشد كبير من المواطنين في الصلاة عليه ومواراته الثرى الطهور في مسقط رأسه مدينة الضبيات عند الثالثة عصرا.


وكان القاضي أحمد قد أجرى قبل أكثر من عام عملية تركيب دعامات في القلب في مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا بصنعاء، وعرف عنه تمتعه بالأخلاق العالية، وتقديم خدماته دون تمييز لكل الناس طوال العقود الثلاثة الماضية من خلال عمله في وزارة العدل وهيئة التفتيش القضائي ، ورغم توليه مسؤوليات هامة في عمله ، الا انه عرف بالتواضع الجم والنزاهة والوفاء.

كان منزله المستأجر بصنعاء مأوى لكل الناس الذين لديهم معاملات أو قضايا أو مرض، وكان يرحمه الله رجل خير ويستوعب ضيوفه مهما كان عددهم، دون أن تفارق وجهه البهي ابتسامته الصادقة، وأكثر ما يسعده تقديم الخير والصدقات في الشهر الفضيل، وكان طوال رمضان لا يرتاح إلا بوجود الضيوف من حوله وعابري السبيل لتناول الإفطار في منزله، دون أي تأفف منه أو من زوجته وأولاده، لأنهم كانوا أكثر سعادة وهم يتعبون من أجل راحة وسعادة من يحل لديهم مريضا أو عابر سبيل أو صاحب هم.


ورغم كل ما كان يتمتع به من خبرة وخدمة والتزام إلا أنه لم يسعى إطلاقا وراء البحث عن المناصب، ولم يتم تقديره حق قدره، وكان مترفعا بنزاهته وصدقه وإيمانه عن كل المغريات من حوله، وسخر كل جهوده لتربية أولاده الخمسة تربية صالحة، على نفس منهج حياته ومنهم من قد أكمل دراسته الجامعية، وشق طريقه في الحياة.
القاضي أحمد علي مثنى الشاعري
القاضي أحمد علي مثنى الشاعري


فمنذ الصباح الباكر ونحن مصدومون من هول الخبر الحزين الذي أصابنا وما زلت غير مصدق حتى اللحظة أن القاضي الخلوق الطيب الخدوم الأنيق أحمد الشاعري قد غادر حياتنا فجأة دون سابق إنذار تاركا خلفه محبة الناس ممن عرفوه وعايشوه ولجأوا إليه في عثراتهم فكان خير سند وخير معين.

إن القلب ليقطر دماً برحيلك أيها الأخ والصديق العزيز القاضي أحمد، ولا نملك إلا التسليم بمشيئة الله تعالى وقضائه وقدره، وأتقدم بقلب مكلوم بخالص التعازي والمواساة إلى زوجته الفاضلة وإلى أولاده الأعزاء (إلياس ويونس وصفوان وأرسلان وأسامة) وإلى إخوانه الأعزاء فضل وصديق والأخ فتحي محمد الشاعري وإخوانه، وأولاد إخوانه المرحومين محسن وسفيان، وكل الأهل والأقارب في مدينة الضبيات وكل الضالع.

القاضي أحمد علي مثنى الشاعري
القاضي أحمد علي مثنى الشاعري

وأسأل الله تعالى أن ينزل على فقيدنا الغالي القاضي أحمد، شآبيب رحمته ومغفرته ويسكنه جنات عدن تجري من تحتها الأنهار، ويلهمنا ويلهم أهله وأولاده وأقاربه ومحبيه الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى