المستشفيات ودور الرعاية الحكومية تفاقم تداعيات الحرب على اليمنيين

> "الأيام" وكالات:

> تأثيرات الحرب على البنية التحتية الصحية في عدن

تعاني البنية الصحية في مدينة عدن من آثار الحرب حتى اليوم حيث أن قسم أورام الأطفال في مستشفى الصداقة الحكومي يفتقر إلى النظافة الضرورية للعناية الطبية والأسرّة متهالكة.

وعلى أحد هذه الأسرّة تتلقّى الطفلة آمنة علاجًا لسرطان الدم؛ لأن لا خيار آخر وفق ما تقول والدتها، في المدينة التي تعاني ككل أنحاء اليمن من تداعيات الحرب.

وتجلس آمنة (خمس سنوات) على سريرها وقربها بعض الألعاب، بينما تقول والدتها أنيسة ناصر هادي نحن هنا منذ شهرين”مضيفة “كنا نرغب في إرسالها إلى الخارج لتلقي العلاج ولم نتمكن من ذلك” بسبب نقص الإمكانات المادية. وتتابع الخيار الوحيد للعلاج هو مستشفى حكومي.

في عدد من أقسام مستشفى الجمهورية يفتقر الطاقم الطبي إلى المحاليل المخبرية ومعدات وأسرة حديثة، والأم لا تعمل، وزوجها المقيم في السعودية لم يعمل كذلك منذ أربع سنوات.

ويوفر المستشفى جلسات العلاج الكيميائي مجانًا، ولكن عائلة آمنة التي جاءت من أبين تضطر إلى شراء الأدوية وإجراء الفحوصات خارج المستشفى.

وتعاني المستشفيات الحكومية في عدن من أزمات عديدة من بينها نقص الكوادر الطبية.

وفي السنوات الأخيرة تزايد عدد المشافي الخاصة في المدينة لكن العائلات الفقيرة تضطر لتلقي العلاج في مستشفيات حكومية.

وفي مستشفى الجمهورية عدد كبير من الأقسام لا توجد إضاءة، كما يفتقر الطاقم الطبي لكثير من الأساسيات.

وتقول زبيدة سعيد (52 عامًا) وهي ممرضة تعمل في المستشفى منذ ثلاثين عامًا لفرانس برس إن "المحاليل الطبية والمعدات غير موجودة في المستشفى. لا يوجد لدينا طاقم صحي".

وتتابع "لا صيانة في المستشفى، ولا يوجد تكييف، هناك تسرّب في المياه في الحمامات والمبنى قديم ومتهالك".

الأطباء والممرضون يفضلون العمل في مستشفيات خاصة أو منظمات دولية مع تدهور سعر الريال اليمني بالإضافة إلى مخاوف تتعلق بالسلامة.

ويشكو الطاقم الطبي من تدني الرواتب ونقص الكوادر. وقد نفّذ أفراده مرات عدة احتجاجات للتنديد بتدهور الوضع.

ويعترف القائم بأعمال رئيس هيئة مستشفى الجمهورية الدكتور سالم الشبحي بأن "الوضع في حالة يرثى لها”، مشيرًا إلى أن ميزانية المستشفى ما زالت كما كانت عليه في عام 2014، أي قبل اندلاع الحرب".

وبميزانية 2 مليار ريال يمني سنويا (7.9 مليون دولار)، أكثر من نصفها مخصص للرواتب، يواجه المستشفى صعوبات تشغيلية كثيرة.

ويقول الشبحي لصحفيين خلال زيارة إلى المستشفى إنه لا يوجد حتى طبيب عام واحد في المستشفى، لذلك "تتم الاستعانة بطلبة في كلية الطب يعملون مقابل 10 آلاف ريال يوميا (10 دولارات)".

وبحسب تقرير صادر عن البنك الدولي في 2021 حول اليمن "بات توفر مرافق البنية التحتية الصحية العاملة مثل المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية أمرًا صعب المنال تحت وطأة الصراع، إذ تواجه نسبة كبيرة من السكان تحديات في الحصول على الرعاية الصحية".

ووفقًا للتقرير"في الوقت الحالي، لا تعمل سوى 50 في المائة من المنشآت الصحية بكامل طاقتها، ويواجه أكثر من 80 في المائة من السكان تحديات كبيرة في الحصول على الغذاء ومياه الشرب وعلى خدمات الرعاية الصحية".

ويبدو قسم معالجة سوء التغذية في الصداقة أفضل حالًا ويحظى بدعم من منظمتي الصحة العالمية واليونيسف.

وتعترف مديرة الصداقة د.كفاية الجازعي أن هناك تباينًا بين الأقسام المختلفة.

وتقول"في حال وجد دعم في أي قسم من أقسام المستشفى، فإن كل أفراد الطاقم يرغبون في العمل فيه بهدف تحسين ظروفهم المعيشية".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى