يا معشر التجار رمضان رحمة وليس للاستغلال

> يا معشر التجار اتقوا الله في الناس وفي أنفسكم، شهر رمضان خير من ألف شهر، فهو شهر خير ورحمة وليس للاستغلال ورفع الأسعار على الناس لأنهم بشر مثلكم، فكلكم تصومون وتفطرون في وقت واحد، ولكن الفرق أيها التجار أن موائدكم عند الإفطار كموائد الملوك، وهم الله وحده عالم بحال هؤلاء الناس، والسبب جشعكم في رفع الأسعار لأنكم لا تريدون الربح القليل، لا تريدون الربح الذي أحله الله عز وجل.

أنتم تعلمون جيدا يا معشر التجار أن كل هذه الارتفاعات في بضائعكم مبالغ فيها، وعذركم الجاهز ارتفاع الدولار، صحيح أن الدولار غير مستقر ولكن الزيادات التي ترفعوها عشرات الأضعاف هي زيادات غير معقولة ولا أخلاقية وهذا لا يجوز شرعًا.

وبعد كل هذا الجشع واستغلال الناس نرى أن هؤلاء التجار في رمضان بالصف الأول في المسجد، ونقول لهم لا تعذبوا أنفسكم في الصلاة والصيام والقيام، ما فائدة هذه العبادات وأنتم تستغلون الناس أبشع استغلال مع قدوم رمضان؟ يا معشر التجار (الدين المعاملة) وأنتم للأسف الشديد لم تحسنوا معاملاتكم مع الناس في تجارتكم، أحسنتم معاملاتكم مع الدولار والريال السعودي والآلة الحاسبة.. هذه الآلة اللعينة التي بسببها فقدتم إحساس الإنسان بأخيه الإنسان.. فقدتم الرحمة والإنسانية تجاه هؤلاء الناس الذين لم (تزد رواتبهم) وبعظهم لم يستلموا رواتبهم منذ شهور.

يا معشر التجار لقد بعتم ضمائركم بالرخيص.. بعتموها من أجل زيادة في (دفتر الشيكات) على حساب هذا الشعب المطحون والمغلوب على أمره، بعتم آخرتكم من أجل دنياكم، فهنيئا لكم الدنيا أيها التجار وهنيئا للمطحونين والمغلوبين على أمرهم الآخرة، والله عز وجل قال في كتابه القدسي: "وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وأبقى".

وهناك قلة قليلة من التجار الصادقين في تجارتهم الراضين بالربح الذي أحله الله، هؤلاء لا خوف عليهم يعملون لآخرتهم يريدون أن يبارك الله في مالهم وذريتهم وعافيتهم وحسن الختام.

لا حول ولا قوة إلا بالله.. الناس مغلوبون على أمرهم، حيث أصبح كيس الأرز وكيس القمح والزيت والعلبة اللبن وبقية الأغراض الأساسية (حلمًا) بالنسبة لهم، ولكن نقول لهم أن يرددوا هذا الدعاء "حسبنا الله ونعم الوكيل" في التجار الذين لا يخافون الله، فهذا الدعاء معناه أن (ملفكم ارتفع من الأرض إلى السماء) .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى