لن أبدأ مقالتي هذه من اختصار دأبت عليه تعاميم الحكومة ووزرائها عند كل مذكرة أو خطاب بالقول: المناطق المحررة، لأننا بالفعل لسنا محررين في جنوبنا ولسنا آمنين ولا توجد حماية لمعلوماتنا ومصادرها، بل نحن مكشوفون جدًا لمن يتولون شبكة الاتصالات في نطاق اليمن يتم رصد كل مكالمة وكل مراسلة وكل تحرك عبر هذه الشركات المتصلة بصنعاء ومن يتخادم معهم الحوثيون بهذا الأمر ويقدمون لهم التسهيلات لذلك.

ما الذي يؤخرنا عن إيجاد البديل الآمن لإحلال شركة اتصالات مستقلة عن صنعاء ومن يديرها؟ لقد أصبح الجنوب هدفًا سهلًا ومكشوفًا لمن يتحرك في نطاقه الجغرافي، ويسهل معهم بذلك تحديده والسيطرة على جميع مصادر اتصالاته والتحكم بها (أي اصطياده).

لقد قامت بشراء شركة أم تي إن شركة عمانية وهي تديرها بالتزامن مع إدارتها من صنعاء، لكنها لا تعمل على تأمين الاتصالات في نطاقنا الجغرافي بل ترصده، لماذا على صنعاء أن تظل متحكمة بكل تلك السيرفرات وتسيطر عليها شمالا وجنوبا؟ ألا يوجد سياسة نرتكز عليها لنخطو خطوة فيها بالاتجاه الصحيح؟ أفيدونا يا أولو الألباب.