لماذا لا يتم انتزاع ميناء الحديدة من الحوثيين الآن؟

> في شهر مايو 2018، احتدمت المعارك في الحديدة بين القوات المشتركة المدعومة من التحالف بقيادة السعودية وجماعة الحوثي الانقلابية، وكان الهدف استعادة ميناء الحديدة الذي سيطر عليه الحوثيون منذ عام 2015.

المتحدث باسم التحالف علق على تلك المعارك في مؤتمر صحفي قائلا: "نريد قطع الشريان الذي يستفيد منه الحوثيون، وأن تحرير الحديدة ينطوي على أهداف استراتيجية تتمثل في فصل الرأس عن الجسد وقطع الحبل السري للميليشيا الانقلابية".

مرت أكثر من ثلاث سنوات، ولا يزال الحوثيون يسيطرون على ميناء الحديدة، ولم يفصل الرأس عن الجسد، وبدلا من ذلك تستمر الحماية الدولية للحوثيين الذين يزرعون الألغام في البحر الأحمر، في تهديد واضح للملاحة الدولية، وكل ذلك مستمر بفضل اتفاقية ستوكهلم، وكان وزير خارجية الشرعية آنذاك قد عبر أثناء مصافحته لرئيس وفد الجماعة الإرهابية عن عواطفه الأخوية الجياشة تجاه من سماهم بالإخوة، متناسيا ربما في تلك اللحظة أن هؤلاء الأخوة مستمرون بتجنيد أطفال اليمن وزرع الألغام العشوائية حتى بالقرب من المدارس.

خلال هذه السنوات مات الكثير من اليمنيين الأبرياء وتدهورت أحوال الملايين، وتفاقمت حدة الأزمة الإنسانية، واستمر استهداف منشآت التحالف النفطية.

ما الذي يحدث هنا، ولماذا الاستمرار في التعايش مع التهديد الحوثي، ورسائل ملالي طهران التصعيدية؟

إن كان التحالف والشرعية يدركون أن الحديدة هي شريان الحياة بالنسبة للحوثيين، وأن من شأن قطع هذا الشريان إضعاف الحوثيين إلى درجة كبيرة جدا، فلماذا لم يعيدوا الكرة في الحديدة، وقد زاد تدهور كل شيء في اليمن بسبب هذه الجماعة الإرهابية، وزاد التهديد الأمني لدول التحالف. اتفاق ستوكهلم لم ينجح أبدا بسبب الخروقات الكثيرة والمستمرة من الحوثيين، أليس هذا سببًا كافيًا لوضع هذا الاتفاق جانبًا، ومعاودة معارك تحرير ميناء الحديدة؟ ثم إن العالم لا يبالي كثيرا في الوقت الراهن بما يجري في بلد كاليمن بسبب الأزمة الكبيرة ما بين روسيا والولايات المتحدة ومعها الغرب.

العالم مشغول بأزمة أوكرانيا الإنسانية أكثر، انظروا كيف يتناول الإعلام الغربي ما يحدث في مدن أوكرانيا، وقارنوه بالمساحة التي يخصصها نفس الإعلام للكوارث الإنسانية التي تحدث منذ أكثر من سبع سنوات في اليمن.

هناك ما يكفي من المقاتلين على أرض الحديدة لهزيمة الحوثيين ليس هزيمتهم في الميناء فقط، بل في كل المحافظة.

هناك من يعتقد أن إعادة فتح ملف الحديدة مجددا أمر غير مستبعد، وقد يحدث في أي وقت، فتوجيه طيران التحالف في الأيام الماضية ضربات مكثفة ضد مواقع الحوثيين في الحديدة، بعد استهداف المنشآت النفطية السعودية، هذه الضربات يعتقد أنها تحمل رسالتين مهمتين: الأولى لما يسمى المجتمع الدولي الداعم لاتفاق ستوكهلم، من أن الاتفاق لم يعد ملزما للتحالف وللحكومة الشرعية، والرسالة الثانية هي للحوثيين ومفادها توقعوا أن نعيد معارك تحرير ميناء الحديدة مجددا، وببدو أن الحوثيين فهموا الرسالة جيدا، وربما هذا ما دفعهم على عجل لعرض هدنة من ثلاثة أيام قابلة للتمديد، وتبادل الأسرى والإفراج عن شقيق الرئيس الأسير لديهم، لكن من يصدق نوايا الحوثيين.

في هذه الأثناء تستضيف الرياض مؤتمر تشاور يمني يمني دعا إليه مجلس التعاون الخليجي، وكان يفترض أن يشارك في المؤتمر وفد من جماعة الحوثي، ولم يصل أحد منهم إلى الرياض حتى الآن، وبدلا من ذلك قصفوا منشآت أرامكو النفطية في السعودية.

ماذا لو تم توجيه الدعوة للحوثيين للمشاركة في أي مشاورات يمنية يمنية بعد انتزاع ميناء الحديدة من قبضتهم، ألم يكن الأمر مختلفًا؟

والسؤال هنا، ما الذي سيترتب على إلغاء التعامل مع اتفاق ستوكهلم، والبدء بسحق الحوثيين في الحديدة، وانتزاع الميناء منهم؟ وهل ستكون نتائج ذلك أكثر سوءا من تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، واستمرار تعرض المنشآت النفطية لدول التحالف لهجمات الحوثيين بالصواريخ والمسيرات إيرانية الصنع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى