رحمك الله يا أبي

> رحل عنا أبو جهاد ولم يرحل، حتى في سفره الطويل لن تكفينا الحروف كلها لننعيه، فما عزانا فيه حين ودعناه نقاوته وطهارته فله الرحمة، فلقد جمع سماحته الكثير من الصفات، فقد كان نبيلا في حسن حديثه، وطيب أخلاقه، وسعة صدره، وجمال بسمته التي لم تفارق محياه إلى أن أسلم روحه إلى بارئها.

لم أر قلمًا يعيش وينبض بدواخلنا مثل قلمه، فقد حول أحاسيسه مستودعا يكتب فيها مصاعب الوطن ومتاعب وآلام المظلومين ليعيش معهم، حقا إنه قمة شامخة وعلم بارز لا يملك من قرأ له أو استمع إليه إلا أن يقابله بالإجلال والتقدير والاحترام.

وبالمناسبة فقد أسعدني الحظ بالتعرف عليه في بداية الألفية قبل انضمامي لأسرة صحيفة "الأيام" في العام 2002م وهو من عرفني على الأخوين الناشرين، المغفور له هشام باشراحيل، وأخيه تمام، أطال الله في عمره، وبفضله شجعني وأدخلني عالم الصحافة كنت حينها متدربا، ومنذ تلك المدة بدأت أحتك به كثيرًا.

وكان قد شرفني بأن أتولى تجميع وأرشفة مواده التاريخية لتهيئتها للطباعة في كتاب، الأمر الذي قمت به وأنا أكثر سعادة؛ إذ كنت أرى أن هذا أقل ما سأقدمه للراحل ولمؤلفاته التي تستحق تجميعها في كتاب "رجال في ذاكرة التاريخ"، وهكذا ترك لنا الراحل علماً نافعاً سينتفع به الناس، كثيرًا.

رحل أبي يابلي، بعد أن ألهمنا حبّاً صافياً ورقيقاً غلّف دواخلنا بوهج زاهي بالمحبة.

رحمك الله يا أبي، وأحر آيات العزاء لأسرته وأصدقائه وجميع من عرفه وقرأ كتاباته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى