مصادر: لا مؤشرات إيجابية من الهدنة الأممية باليمن

> «الأيام» غرفة الأخبار:

> قالت مصادر سياسية مطلعة إن مبادرة الأمم المتحدة التي وافقت عليها الأطراف اليمنية وتضمنت وقفا لإطلاق النار لمدة شهرين لا تحمل مؤشرات جديدة، وإنها ذاتها التي تقدمت بها الحكومة السعودية ورفضتها جماعة الحوثي في وقت سابق.

ونقلت جريدة العرب اللندنية عن ذات المصادر قولها إن قبول الحوثيين بالمبادرة يأتي في ظل تصاعد الضغوط الشعبية في مناطق سيطرتهم نتيجة الانهيار الخدمي والمعيشي المتفاقم، إضافة إلى محاولة الجماعة المدعومة من إيران تخفيف حدة الضغوط الدولية التي تصاعدت بعد الهجمات الحوثية على منشآت نفطية ومدنية في السعودية.

وحذّرت المصادر من استثمار الحوثيين للهدنة التي أعلن عنها المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جروندبرغ لحشد المزيد من المقاتلين وتجنيدهم لشن هجمات جديدة في مأرب وجبهات أخرى.

ووفقًا لخبراء في الشأن اليمني يتوقف نجاح الجهود الدولية الأخيرة على نتائج المشاورات اليمنية في الرياض التي ستعمل على "ترتيب البيت داخل الشرعية" وتوسيع مكوّناته. كما ستظهر مدى جدية الأطراف المناوئة للحوثي في تحديد خيارات الحرب والسلام وكذلك جدية الحوثيين في مغادرة مربع العنف بعد سبع سنوات من الحرب.

وفي تصريح لـ”العرب” قال مستشار وزارة الإعلام اليمنية وعضو مشاورات الرياض فهد طالب الشرفي إن قبول الحوثيين بهدنة لوقف إطلاق النار ليس أمرًا جديدًا، لكن الاختبار الحقيقي يكمن في التزامهم بهذه الهدنة وعدم توظيفها للحشد لجولات قادمة من الحرب.

ولفت الشرفي إلى أن الحوثيين قبلوا بالهدنة التي تقدم بها المبعوث الأممي إلى اليمن بهدف امتصاص حالة الغضب والاحتقان الداخلي والخارجي، لكن مدى التزامهم ببنود الهدنة يظل موضع شك بالنظر إلى تاريخ انقلابهم على الاتفاقات والتي كان آخرها اتفاق ستوكهولم الذي رعته الأمم المتحدة في العام 2018.

ويبدي مراقبون يمنيون قلقهم من جدية الحوثيين في الالتزام بالهدنة، وفي هذا السياق يؤكد الباحث العسكري اليمني وضاح العوبلي” إن العودة إلى أرشيف المناورات الحوثية ومحطات عدم التزامها بالاتفاقات السابقة على مدى ما يقارب العقدين من الزمن، يجعل من التفاؤل بهذا الاتفاق أمرًا بالغ الصعوبة.

وعن رؤيته لموافقة الحوثيين على الهدنة، اعتبر العوبلي أن “هذا الموقف ينسجم مع الضرورات الملحة واللحظة الراهنة التي خلقتها المتغيرات الأخيرة على المستويات كافة المحلية والإقليمية والدولية”.

وتابع “الحقيقة أنه لا يوجد ما يمكن البناء عليه لصمود هذه الهدنة أو لنجاح مثل هذه الجهود الأممية الارتجالية، وكل ما في الأمر أن هناك شبه تهدئة فاصلة في زمن اللا حرب واللا سلام، وهي مرحلة لها ما بعدها من التصعيد وبكل تأكيد لا أعتقد أننا أمام مرحلة نتحدث عن الوصول فيها إلى نضج مفاعيل السلام الذي نريده، ولا يزال ذلك مستبعدًا وهذا ما تقوله المعطيات الماثلة أمامنا”.

وخلص العوبلي إلى أن “السلام المأمول غير وارد بهذه المعطيات التي تؤسّس في مجملها لدورات تصعيد عسكري تذهب مكاسبه للطرف الذي يتعاطى مع الواقع كما هو، ولهذا فهو يعد لخيار يرى أنه لا مناص منه ولا محالة للتهرب بعيدًا عنه”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى