عودوا ورتّبوا بيتنا من الداخل

> انفضّ مولد المشاورات في الرياض، وفي بيانها الختامي كان لجنوبنا نصيبه المرضي بالنسبة لما يعني تطلعاتنا المشروعة، ويبدو أنّ كثيرين من الجنوبيين لم يستوعبوا جيدا خلاصة ما أفضت اليه المشاورات، فهناك من يولولون وينوحون بأنّ الجنوب وقضيته ذهبا أدراج الرياح، وهكذا اتصل بي كثيرين من المتحمسين لجنوبنا حدّ الوله، فقد كانوا محبطين تماماً، والواقع هو ليس كذلك، ولهؤلاء أقول: تأمّلوا جيداً في أهداف المشاورات وغاياتها ، وتأمّلوا في بيانها النهائي جيداً.

صاحب المعالي رشاد العليمي، وبعيداً عن النّبرة الاستخفافية من البعض -هذا من تعيييز- كما نعته البعض بسخرية، أو أنّه من أذناب عفّاش، والواقع أنّ الرجل ملئ موقعه، أو ملئ هدومه بحسب أشقائنا المصريين ، وهو رجل صلب المراس بالمعنى الحرفي للكلمة ، ولائحة خبراته مُتخمة بالعمل بكل جدارة، حتى وإن كان ذلك في عهد الٱفل عفّاش، ولكنه رجلٌ يُحسبُ حسابه، ودعونا من التّندر النّزق والمُستخف بالآخر، وأشعر أنّ ( البلاد عموماً ) ستشهد قفزات نوعية في عهده على كل الصعد، وهذا هو المهم الآن.

الأكثر أهمية بالنسبة لنا كجنوبيين هو أن نعيد لملمة الأوراق وترتيب بيتنا الجنوبي من الداخل، وهذا على عاتق قيادتنا في الانتقالي، وكذلك بقية المكونات الجنوبية الصادقة في تطلعاتها لاستعادة دولتنا الجنوبية ، أمّا البقية - المكونات المدسوسة والمفرّخة - والتي تظهر عكس ما تبطنه، فهذه بالضرورة اتخاذ موقف محنّك في التعاطي معها في قادم الأيام، والأهم هو ضرورة إجراء حوارات جادة وصادقة للملمة الصف مع المكونات والشخصيات الجنوبية الصادقة لتوحيد الصف والموقف.

بعد ذلك على قيادتنا أن تبدي كل الاهتمام الجاد بكل أدواتها الفاعلة، وأولها الإعلام، فهو المعني ببلورة الرأي العام وحشده خلف مجلسنا الانتقالي، وهنا عليها إعادة النظر في تشكيلة القائمين على هذا الجهاز المحوري، ولأنّ الأداء الغالب له الآن هو ارتجالي متخبّط، بل وذو نظرة قاصرة ضيقة، كما لا يفرق بين ما ينفع الانتقالي وما يضره، مثلاً: نشرت صحيفة نقابية محسوبة على الانتقالي قذفا علنيا فجاً لنقابي انتقالي بحق مديره، وكان المفروض عدم النشر إعلامياً، لأنّ القذف مُدان قانوناً، وبذلك أصبح هذا القذف المنشور إعلامياً مستمسكا قويا بيد المدير ضد النقابي الانتقالي، وهذا دليل على الحمق وقصر نظر بعض القائمين على إعلام الانتقالي.

في نفس السياق الإعلام، من المهم احتواء كل الكادر الجنوبي والنخبة الصّفوة في الرأي والفكر أمثال الأستاذ عبدالقوي الأشول وصلاح السقلدي والدكتور عبدالله صالح عبيد وقاسم عبدالرب العفيف وغيرهم، وهؤلاء جنوبيون حتى العظم، وهم نافعون جدا للجنوب وقضيته، ولكن لضبابية الرؤية لدى القيادة، فهؤلاء وأمثالهم مغيّبين تماماً عن كل هيئات الانتقالي وأطرها.

نفس الحال للكادر الجنوبي العدني، وبسبب اقتصار وتكثيف التعاطي مع جغرافيا جنوبية بعينها، فقد حُرمت كوادر ونخبة عدن الهائلة من المثقفين والحقوقيين من الحضور بفعالية في مشهد الانتقالي وأنشطته، وهم يموتون ولها في الجنوب ويذودون بأرواحهم عن قضيته، ولكنهم مغيّبين الى حد ما في كل هيئات الانتقالي، كما بالضرورة إعادة النظر في كل هيئات الانتقالي، خصوصاً بالنسبة للمنتمين في أحزاب الضد من الجنوب وقضيته كالإصلاحيين والعفاشيين، ومن غير المنطقي وضعهم كقياديين في هيئات الانتقالي، حتى ولو كانوا جنوبيين، فهم عبثوا كثيرا في الأداء في الفترة المنصرمة، واللجان المجتمعية التي تشكّلت على أيديهم خير دليل، وبالضرورة أن تفيق القيادة، فالمرحلة حرجة، وبحاجة إلى الأداء بحنكة ومثابرة وبعد نظر أيضا، أليس كذلك؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى