صحف عالمية.. هل تشهد فرنسا أكبر انقلاب في تاريخها الحديث؟

> لميس الشرقاوي

> ​تصدرت الحرب بين روسيا وأوكرانيا عناوين الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم الإثنين، مركزة على أن الحرب بدأت تدخل في مراحل حاسمة، في ظل التغييرات التي تشهدها على الأرض، وتركز المعارك شرق أوكرانيا.

وتناولت الصحف أيضاً نتائج الانتخابات الرئاسية الفرنسية، التي ستشهد جولة ثانية بين الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون ومنافسته اليمينية مارين لوبان.

وتطرقت صحف اليوم إلى شحنات الأسلحة شبه السرية التي أرسلتها الصين إلى صربيا، مشيرة إلى مخاوف الغرب من أن تسليح روسيا والصين لصربيا يمكن أن يشجع دولة البلقان على خوض حرب أخرى.

سيناريو مكرر

قالت صحيفة ”تايمز“ البريطانية إن جولة الإعادة بين الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون ومنافسته اليمينية مارين لوبان ستكون تكراراً لانتخابات الرئاسة في 2017، بعد أن تواجه المتنافسان في الجولة الثانية أيضاً.

وأضافت: ”ومع ذلك، فإن لوبان، البالغة من العمر 53 عاماً، زعيمة حزب الجبهة الوطنية الفرنسي اليميني، تأمل في أنها تستطيع تحقيق أكبر انقلاب في التاريخ السياسي الفرنسي الحديث، بالوصول إلى الإليزيه“.

ونقلت الصحيفة البريطاية عن محللين قولهم: إن الجولة الثانية للانتخابات الفرنسية ستكون أكثر صعوبة مما كانت عليه في الانتخابات السابقة منذ 5 سنوات، خاصة أن نتائج الجولة الأولى أظهرت حصول ماكرون على 28% مقابل 23% لصالح منافسه لوبان، في الوقت الذي كانت فيه ظاهرة الممتنعين عن التصويت هي الأبرز في الجولة الأولى، حيث بلغت نسبتهم ربع الناخبين.

ومضت تقول ”دخل ماكرون الانتخابات باعتباره المرشح الأوفر حظاً، حيث ارتفعت شعبيته بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، مع احتشاد الناخبين حول رئيس دولتهم. ومع ذلك، تعرضت حملته لانتقادات واسعة لأنها باهتة، مع تعهدات بإعادة بناء نظامي التعليم والصحة الفرنسيين، وثمة وعد غير شعبي برفع سن التقاعد من 62 إلى 65 عاما“.

وتابعت ”وعلى النقيض، بدا أن لوبان متواكبة مع مخاوف الناخبين إزاء تكاليف المعيشة، ووعدت بخفض الضرائب، ما سيمنح العائلات الفرنسية ما يقرب من 200 يورو إضافية شهرياً“.

وأردفت صحيفة الـ“تايمز“: ”توقع بعض المعلقين أن تنحرف حملة لوبان عن مسارها بسبب الحرب في أوكرانيا، بالنظر إلى مواقفها المؤيدة لروسيا منذ فترة طويلة، وأنها تريد سحب فرنسا من القيادة المتكاملة لحلف شمال الأطلسي، الناتو، ولكن من الناحية العملية، يبدو أن الغزو الروسي لأوكرانيا كان له تأثير ضئيل على مكانتها، ومن المحتمل أن يكون وضعها قد تحسن مقارنة بما كان عليه قبل 5 سنوات“.

المعركة الكبرى

قالت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية إن أوكرانيا وروسيا قامتا بتعزيز قواتهما في شرق أوكرانيا، استعداداً لما يبدو أنها ستكون أكبر معارك الحرب، مع هروب متواصل للاجئين من المنطقة، في ظل الهجوم الروسي الوشيك.

وأضافت، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني ”الهدف الرئيس لروسيا الآن يتمثل في السيطرة على أجزاء من إقليم دونباس، التي لا تزال حتى الآن بعيدة عن سيطرة موسكو“.

وأوضحت ”على العكس من المرحلة الأولى للصراع المستمر منذ 6 أسابيع، فإن هذا التغيير يجبر أوكرانيا على الدخول في معارك تقليدية، تتضمن الدبابات والمدفعية على أرض منبسطة وقاحلة في بعض الأحيان، وهو ما سيسمح لروسيا باستعراض نفوذها وتفوقها العسكري“.

وتابعت ”دبابات جديدة ووحدات مدفعية إضافة إلى قوات انسحبت بالفعل من مناطق حول كييف، وبدأت منذ أيام تعزيز مواقعها الهجومية في شمال مدينة ”إزيوم“ الأوكرانية، وفقاً للصور التي ظهرت على تلفزيون الجيش الروسي. وبدأت أوكرانيا هي الأخرى في تحريك وحداتها القتالية إلى دونباس، من مناطق في شمال أوكرانيا، نجحت في استعادتها مجدداً بعد تراجع القوات الروسية“.

وأردفت قائلة ”انهارت المحاولات الروسية الأولى للسيطرة على كييف ومدن أوكرانية رئيسة أخرى في الشمال، بنهاية مارس، حيث يرجع ذلك إلى نجاح الوحدات الأوكرانية خفيفة الحركة في مهاجمة الدبابات الروسية والعربات المدرعة باستخدام حرب العصابات، وضرب خطوط الإمداد الروسية الطويلة، التي تمر عبر القرى، حيث قدّم السكان معلومات استخباراتية إلى القوات الأوكرانية“.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤولين أوكرانيين وغربيين قولهم إن الكتائب التكتيكية الروسية التي انسحبت من شمال أوكرانيا تعرضت لأضرار كبيرة، تجعلها غير قادرة على إعادة الانتشار مرة أخرى في دونباس قريباً، وقال مسؤول بارز في وزارة الدفاع الأمريكية ”البنتاغون“ إن روسيا تحاول نشر 60 ألف جندي من قوات الاحتياط في محاولة لسد الفجوة في القوة البشرية.

ورأت أن الموقف التكتيكي الحالي يصب في مصلحة روسيا بشكل أكبر على جبهة دونباس، لأن خطوط الإمداد الروسية أقصر، كما أن التركيز الأكبر لمنطقة العمليات يسمح لروسيا بالمزيد من فاعلية الدعم الجوي.

وقالت ”وول ستريت جورنال“ إن هذا النوع المختلف من الحرب، مع التشكيلات الكبيرة التي تواجه بعضها بعضا بدلاً من ضربات الوحدات الصغيرة، هو السبب الرئيس الذي دفع كييف إلى التأكيد أنها بحاجة ماسة إلى أسلحة ثقيلة، مثل: المدفعية والدبابات والبطاريات المضادة للطائرات التي كان معظم الحلفاء الغربيين مترددين في توفيرها.

أسلحة الصين في قلب أوروبا

قالت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية إن صربيا، حليف روسيا، تسلمت سلاحا صينيا متطورا مضادا للطائرات، في عملية سرية، وسط مخاوف غربية من تراكم الأسلحة في منطقة البلقان، في الوقت الذي يمكن أن تهدد فيه الحرب في أوكرانيا السلام الهش في المنطقة.

وأضافت، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني ”هبطت 6 طائرات نقل من طراز ”واي 20″، التابعة للقوات الجوية الصينية، في مطار بلغراد المدني، في وقت مبكر من صباح السبت، إذ أشارت تقارير إلى أنها كانت تحمل أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات أرض جو ”إتش كيو 22″، لصالح الجيش الصربي“.

ومضت تقول: ”اعتبر خبراء أن مرور تلك الأسلحة فوق أجواء دولتين على الأقل من الدول الأعضاء في الناتو، تركيا وبلغاريا، يعتبر دليلاً على الامتداد العالمي المتزايد للصين“.

ونقلت عن مجلة The Warzone قولها إن وجود نظام الدفاع الصاروخي الصيني أرض جو المضاد للطائرات ”واي 20“ في أوروبا، بأي شكل، يمثل تطوراً جديداً بارزاً.

وقال المحلل العسكري الصربي ”ألكسندر راديتش“ إن الصينيين من خلال هذه الصفقة نفذوا استعراضاً واضحاً للقوة.

وتابعت ”واشنطن بوست“ : ”هناك مخاوف في الغرب من أن تسليح روسيا والصين لصربيا يمكن أن يشجع دولة البلقان على خوض حرب أخرى، خاصة ضد إقليم كوسوفو السابق الذي أعلن الاستقلال في عام 2008. لا تعترف صربيا وروسيا والصين بدولة كوسوفو، بينما تعترف بها الولايات المتحدة ومعظم الدول الغربية“.

إرم نيوز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى