قالوا البيوت من أبوابها

> الأبواب هي مدخل القلب، وأول من تستقبل الزائر، وآخر ما يراها عند مغادرتها، ومع أن عرضها بضعة سنتيمترات ولكنها تفصل بين عالمين هما الداخل والخارج، الباطن والظاهر، السر والعلن، من المدون والمروي، وهي معبرنا من وإلى، لذلك فإن مظهر الباب يعكس أهله وناسه، تبقى ساكنة في نفوسنا، وتجوب ذاكرتنا ما حيينا، لتلتصق بها رائحة جمال الأشياء، في كل الأزمنة وكافة الأماكن، بعموم الناس.

إن الأبواب دائماً تربط بين عالمين، بين مكانين، مرحلتين، ومجرد فكرة النظر إلى «الباب» يحيلنا للتفكير الطويل في مغزى وجودنا في هذا العالم ورحلتنا الأبدية نحو الله.

لنفكر معاً منذ أن كانت الأبواب صخرة ثقيلة تسد فتحة كهف في غابة أو جبل، حتى أصبحت اليوم رقيقاً صلداً في الوقت نفسه، تُغلق وتُفتح بـ (الريموت كونترول) أو بالاستشعار الحراري، أو بالبصمة الصوتيّة، أو بكلمة السر، أو الكلمة السحريّة، وهي النسخة المتحققة أخيرا، لأسطورة (افتح يا سمسم) مهما ازدادت وتعددت مهامها التي كانت في البداية، مقتصرة على حفظ الإنسان عن الأخطار الخارجيّة، كالحيوانات المفترسة، والبرد، والمطر، والناس، حتى صارت اليوم سجلاً إلكترونيًا توثق حضورنا وغيابنا ببصمة اليد في كيفية العمل على تطورنا الروحاني ليواكب هذا التطور المادي.

لقد كتبت كل هذه المقدمة لأحكي لكم عن:

• الفرص الكثيرة الموجودة في هذا العالم، والتي تنتظر منا أن نفتح لها الباب.

• يجب أن نتفاءل في هذه الحياة لدرجة إن لم نستطع العبور من أحد الأبواب، يكون حافزاً لنا كي نصنع باباً جديداً نحو المستقبل.

• لماذا يميل البشر إلى بناء الجدران ووضع الحدود وصنع الفوارق عندما ينبغي علينا فتح الأبواب وكسر الحواجز.

• يمكن للحب والصداقة أن يجعلانا أشخاصًا جددا، لأنهما يفتحان بداخلنا أبواباً جديدة.

• نحن نتعلم بشكل أفضل ليس عبر قراءة الكتب العظيمة في غرفة مغلقة ولكن بفتح أبواب ونوافذ التجربة بالعمل والخدمة.

• يجب أن نعمل بجد خلال السنوات القادمة لنفتح أبواباً جديدة لأطفالنا وشبابنا لتجديد روح هذا العالم وإنهاء الحروب.

والأهم من ذلك كله أن الله دخل علينا من "باب" خاص إلى قلب كل فرد، فلنفتح النوافذ والأبواب، لا لإرادتنا يا إلهي، بل لإرادتك أنت فـ (ما أردت إلا ما أردته ولا أحب إلا ما تحب).

• أعلم جيداً أن الله قد وضع ملايين الأبواب في العالم لتمشي محبته من خلالها. أحد هذه الأبواب هو أنت فافتح بابك بالإيمان، حياكم الله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى