​وقـفـات تـأملية..

> والسماء ذات الرجع

يقول ربّنا سبحانه وتعالى: ((والسماء ذَاتِ الرجع * والأرض ذَاتِ الصدع)) [الطارق: 11-12] .

هذا خالقُ الكونِ يصفُ السماءَ بِكَلمةٍ واحدةٍ: ((والسماء ذَاتِ الرجع)) ، وكلّما تقدَّم العلمُ اكْتُشِفَتْ حقائقُ جديدةٌ تَدعمُ هذا الوصْفَ الموجزَ المعجِزَ، فالقمرُ يسيرُ في مدارٍ حولَ الأرضِ، يذهبُ، ثمّ يرجعُ إلى مكانهِ الأوّلِ، والشمسُ تجري لمستقرٍّ لها في مدارٍ حولَ نجمٍ آخرَ، وتعود إلى مكانِها السابقِ، والمذنّباتُ أيضًا، فمذنّب هالي مثلًا زارَ الأرضَ في عام (1910) بالضّبطِ، وعادَ إلينا في عام (1986) ، تسْتغرق دورتُه سِتّةً وسبعين عامًا، فالأرضُ تدورُ وترجعُ، والقمرُ يدورُ، ويرجعُ، والشمسُ تدورُ وترجعُ، والمذنّباتُ تدورُ وترجعُ، وكلّ ما في السماء يدورُ في فَلَكٍ بيْضويٍّ أو إهليلجي ويرجعُ، إذاً ربُّنا سبحانه وتعالى حينما وَصَفَ السماءَ بكلمةٍ واحدةٍ قال: ((والسمآء ذَاتِ الرجع)) ، وهذا وصْفُ خالِقِها الحقِّ، فتبارك الله أحسنُ الخالقين.

اتَّجَهَ العلماءُ اتِّجاهاً آخرَ، هذه الغازاتُ التي أوْدَعَها اللهُ في الأجواءِ ذاتُ رجعٍ، فهذا الأكسجينُ الذي يستنشقُه الإنسان ينفثه غازَ فحْمٍ، ثمّ يأخذُه النباتُ، فيُنفثه أكسجينًا، إذًا حتى الغازاتُ لها دوْرةٌ طبيعيّةٌ؛ مِن أكسجين، إلى غازِ الفحْم، إلى أكسجين.

اتجاه ثالث، إذا أرْسلت إلى السماء أمواجًا كهرطيسيّة فإنَّها ترجعُ، والبثُّ اليومَ يقومُ على هذا المبدإ.

إنّ السماءَ تُرجِعُ الأمواجَ الكهرطيسيّةَ بثّاً، وترجِعُ الغازاتِ في تقلّباتها إلى ما كانت عليه، وكلّ ما في السماءِ يرجعُ إلى مكانِه الأوّلِ، لأنّه يدورُ ويسيرُ، ويتحرّكُ في مسارٍ دائري أو بيْضَويٍّ، فحينما يقولُ ربُّنا عز وجل بإيجازٍ عجيبٍ: ((والسمآء ذَاتِ الرجع)) معنى ذلك أنّ هذا الكلامَ قرآنٌ مِن عند خالقِ الأكوان، وتشعرُ أنّ هذا وصْفُ الله تعالى، وصفُ الخالقِ، ووصْفُ الصانِعِ.

قال تعالى:((.. أَفَلَا تُبْصِرُونَ)) [الذاريات:21]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى