​السياسة فن الممكن

>
بعيدا عن الهرج والمرج يمكننا أن ننظر للأمور من زوايا عدة وليس بالضرورة أن تكون استنتاجاتنا متطابقة.

هكذا تتنوع رؤيتنا للأحداث السياسية ومن هو في قلب المعركة له حساباته وأولوياته ومحاذيره، لا شك العمل هنا شاق ومضني للغاية، فكرة التفريط لا أعتقد أنها واردة بالمطلق، وبالتالي فإن الأحكام ليست صائبة ناهيك عن أنها سلاح الخصوم لبعث التشكيك وهم بارعون في ذلك.

أظن أن معاناة الجنوب والانتقالي تحديدًا مع أجهزة الشرعية كانت قاسية للغاية، فلا نحن في الجنوب تركنا نعمل ولا هم قدموا حلولا لقضايا الوقع المربك بالعكس لديهم الموارد والاعتمادات، أعني الميزانية ومع ذلك مارسوا التدمير والفساد بصورة مهولة وظلت ترمى التهم على الانتقالي الذي في الأصل مكبل اليدين بحكم أن السلطات الشرعية هي المعنية محاولات الانتقالي ممارسة الإقناع كانت صعبو لأن التدمير اتخذ من الخدمات والمرتبات سبيلا ناهيك عن انهيار العملة إذا الانتقالي كان في وضع لا يحسد عليه، ومع ذلك بذلت جهود من قبله باتجاه تخفيف الوطأة على المواطن إلا أن غياب الموارد لديه تجعل من غير الممكن تقديم أكثر مما قدم.

ما يعني أن تحولا في المشهد السياسي قد حصل جعل الانتقالي جزء من السلطة ما يمكنه من المساهمة في حل فعلي للكثير من القضايا على الصعيد الاقتصادي لا شك بأن الأمر لا يخلو من الصعوبات إلا أنها ليست بحجم ممارسات الفساد الماحقة التي استمرت تحت راية الشرعية بكل أجهزتها التي استمرت طويلا تمارس لعبات لا إنسانية بحق شعبنا.

التشكيك بحق الانتقالي الجاري هو امتداد لما سلف وليس فيه أدنى مشاعر تجاه الجنوب، بل هي تغريدة البجعة قبل موتها إن جاز التعبير أما الثابت أن هناك حسا وطنيا مسؤولا تجاه قضية شعبنا وجهودا وعقولا تتدارس كل خطوة، الأجدر أن نعطي وقتا لنصدر أحكامنا، لم تعد قضية شعبنا مغيبة بالمطلق وهي في وضع أفضل لا شك، هناك تحسبات وخشية مما تأتي به قادم الأيام إلا أن الحال لا يعني أن المحاور الجنوبي لا يأخذ بكافة التفاصيل ولا نقر مطلقا في التشكيك بوطنيتهم.

ما ينبغي فعله في هذه الأثناء هو خلق توافق جنوبي استشعارا بدقة المرحلة وهو ممكن من منظور أن من يجمعهم هدف واحد، أي تحقيق الإدارة الجنوبية هم الأغلبية لا شك ولا ننتظر الإجماع لأنه لا يتم في القضايا السياسية المعقدة على نحو مثالي.

استعادة دولتنا هدف لا يمكن لأي أحد التخلي عنه والأجدر هو تقارب جنوبي يعطي الأمر زخما ويسقط مراهنات اللعب على تناقضاتنا، والعزف على أوتار الماضي الجنوب عنوان كرامتنا وعزتنا وموطن تحقيق أحلامنا ومستقبل الأجيال.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى