​من معارك المسلمين

> معارك حرب  النكبة

حرب 1948 هي حرب نشبت في فلسطين بين كل من المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المصرية ومملكة العراق وسوريا ولبنان والمملكة العربية السعودية ضد المليشيات الصهيونية المسلحة في فلسطين والتي تشكّلت من البلماخ والإرجون والهاجاناة والشتيرن والمتطوعين اليهود من خارج حدود الانتداب البريطاني على فلسطين.

كانت المملكة المتحدة قد أعلنت إنهاء انتدابها على فلسطين وغادرت تبعًا لذلك القوات البريطانية من منطقة الانتداب، وأصدرت الأمم المتحدة قرارًا بتقسيم فلسطين لدولتين يهودية وعربية الأمر الذي عارضته الدول العربية وشنّت هجومًا عسكريًا لطرد المليشيات اليهودية من فلسطين في مايو 1948 استمر حتى مارس 1949.

القاوقجي، قائد جيش الانقاذ العربي
القاوقجي، قائد جيش الانقاذ العربي

خلال الحرب، خططت بريطانيا سرًا لغزو أردني كامل للضفة الغربية على أمل القضاء على إمكانية إنشاء دولة فلسطينية بقيادة أمين الحسيني، والتي كانت ناجحة وأمنت النفوذ البريطاني داخل شرق الأردن على الرغم من أن دورهم قد خلق نتيجة غير مرغوب فيها في مستقبل الشرق الأوسط.

قرّرت الحكومة البريطانية إنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين في منتصف الليل بين الرابع عشر والخامس عشر من مايو 1948 بضغط من الأمم المتحدة التي طالبت بريطانيا بإنهاء انتدابها على فلسطين
في الساعة الرابعة بعد الظهر من الرابع عشر مايو أعلن المجلس اليهودي الصهيوني في تل أبيب أن قيام دولة إسرائيل سيصبح ساري المفعول في منتصف الليل، وقد سبقت هذا الإعلان تشاورات بين ممثل الحركة الصهيونية موشيه شاريت والإدارة الأمريكية دون أن تعد حكومة الولايات المتحدة الاعتراف بالدولة، أما بالفعل فنشر الرئيس الأمريكي هاري ترومان رسالة الاعتراف بإسرائيل بعد إعلانها ببضع دقائق، أما الاتحاد السوفياتي فاعترف بإسرائيل بعد إعلانها بثلاثة أيام، امتنعت القيادة الصهيونية عن تحديد حدود الدولة في الإعلان عن تأسيسها واكتفت بتعريفها ك"دولة يهودية في إيرتس يسرائيل"، أي في فلسطين. أسفر الإعلان مباشرة عن بدء الحرب بين إسرائيل والدول العربية المجاورة، في 26 مايو 1948 أقيم جيش الدفاع الإسرائيلي بأمر من ديفيد بن غوريون رئيس الحكومة الإسرائيلية المؤقتة.

القاوقجي، قائد جيش الانقاذ العربي
القاوقجي، قائد جيش الانقاذ العربي
يهود مقيمون في المدينة العتيقة بالقدس يفرون رعبا أثناء هجوم الجيش الأردني
يهود مقيمون في المدينة العتيقة بالقدس يفرون رعبا أثناء هجوم الجيش الأردني

وصلت الجيوش العربية من مصر وسوريا والعراق والأردن والسعودية ولبنان إلى فلسطين وهاجمت القوات العربية المستعمرات الصهيونية المقامة في فلسطين وهاجم القوات المصرية تجمعي كفار داروم ونيريم الصهيونيتين في النقب.

كانت أقوى الجبهات وأهمّها هي الجبهة الأردنية الإسرائيلية فقد عبرت ثلاثة ألوية تابعة للجيش الأردني نهر الأردن إلى فلسطين في 16 مايو 1948 ثم ازدادوا إلى أربعة مع مُضي الحرب، بالإضافة إلى عدّة كتائب مشاة.

كان الجيش الأردني على درجة عالية من التدريب، وكان الجيش العربي الأردني ربما أفضل الجيوش المتحاربة من الناحية التكتيكية. حيث عانت باقي الجيوش من ضعف شديد في اتخاذ القرارات الحاسمة على المستوى الاستراتيجي والقيام بمناورات تكتيكية.

عربات مدرعة تعمل على تهريب الأطفال الاسرائيليين عقب هجوم الجيوش العربية
عربات مدرعة تعمل على تهريب الأطفال الاسرائيليين عقب هجوم الجيوش العربية

فاستطاع الحفاظ على القدس والضفة الغربية كاملة مع انتهاء الحرب وكانت خسائر الإسرائيليين في هذه المعارك ضخمة، فقد قال رئيس الوزراء الإسرائيلي ومؤسس إسرائيل ديفيد بن غوريون في حزيران عام 1948 أمام الكنيست: "لقد خسرنا في معركة باب الواد وحدها أمام الجيش الأردني ضعفي قتلانا في الحرب كاملة".

وعلى الجبهة الشمالية استولت القوات النظامية اللبنانية قريتي المالكية وقَدَس في الجليل الأعلى جنوب الحدود اللبنانية، واستمرت المعارك على هذا النحو حتى تدخّل مجلس الأمن التابع للأمم الدولية وفرض عليها وقفًا لإطلاق النار في 10 يونيو 1948 تتضمن حظر تزويد أي من أطراف الصراع بالأسلحة ومحاولة التوصل إلى تسوية سلمية.

عقب هذا القرار الدولي وقف القتال بين الجيش الإسرائيلي والجيوش العربية النظامية أما جيش الإنقاذ فواصل عملياته العسكرية في منطقة الجليل، تم تحديد الهدنة لمدة 4 أسابيع. وبالرغم من حظر التسليح أو إرسال أي عدد جديد من القوات لجبهات القتال فإن إسرائيل لم تلتزم مطلقًا بهذا الشرط وأخذت تسارع في تعويض خسائرها وانهالت عليها الأسلحة بصورة ضخمة خصوصًا الطائرات وكذلك تطوّع الكثير من يهود أوروبا إلى الذهاب لجبهات القتال وأيضًا قامت إسرائيل بخرق الهدنة للتوسع في الأراضي التي احتلتها حيث زحف جنوبًا من القطاع الشمالي عدد كبير من القوات نحو الفالوجة التي ترابض فيها القوات المصرية لمحاولة كسب أرض جديدة وكذلك تطويق الجيش المصري فيها لإضعاف الجبهة الجنوبية التي كانت تقترب شيئا فشيئًا من تل أبيب وفي 8 يوليو 1948 استأنف الجيش الإسرائيلي القتال في جميع الجبهات رغم محاولات الأمم المتحدة لتمديد مدة الهدنة. وعندما استؤنفت المعارك من جديد كان للجيش الإسرائيلي اليد العليا واتخذت المعارك مسارًا مختلفًا وتعرضت القوات العربية لسلسلة من الهزائم واستطاعت إسرائيل فرض سيطرتها على مساحات واسعة من أراضي فلسطين التاريخية، وانتهت المعارك في 21 يوليو بعد أن هدد مجلس الأمن بفرض عقوبات قاسية على الجوانب المتقاتلة. قبل العرب الهدنة الثانية التي كانت اعترافًا بالهزيمة وتدخل حرب فلسطين التاريخ العربي تحت اسم (النكبة).

انتهى القتال في 7 يناير 1949 بعد استيلاء الجيش الإسرائيلي على معظم منطقة النقب وتطويق القوات المصرية التي كانت مرابطة حول الفالوجة في النقب الشمالي، وبعد نهاية القتال بدأت مفاوضات في جزيرة رودس اليونانية بتوسيط الأمم المتحدة بين إسرائيل من جانب وكل من مصر والأردن وسوريا ولبنان من جانب آخر، تم التوقيع على اتفاقيات الهدنة الأربع بين 24 فبراير و20 يوليو 1949، وفيها تم تحديد الخط الأخضر، بينما لم يوقع العراق على الهدنة. في 7 مارس 1949 وصّى مجلس الأمن بقبول إسرائيل عضوًا كاملًا في الأمم المتحدة وفي 11 مايو 1949 أقرت الجمعية العامة هذه التوصية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى