الخطة B.. دروس الماضي وتحديات الحاضر

> من البديهي القول إن التطورات والمتغيرات الاستثنائية والدراماتيكية التي جرت أحداثها مؤخراً في كل من الرياض وعدن قد شكلت استجابة من التحالف العربي أو نيابة عنه لمقتضيات الانتقال من الخطة A إلى الخطة B، بعد أن تأكد تعثر الخطة A وتعذر تحقيق أهدافها، واعتقد تستهدف الخطة B تحقيق المهمات التالية:

تأمين خروج آمن للتحالف العربي من اليمن، وبأقل قدر من الخسائر، والأضرار والارتدادات، وتبني جملة إجراءات تكفل حماية مكاسب تحققت بمشاركة التحالف، وتراعي تأمين مصالح دول التحالف واهتماماتها، وتضمن استمرار نفوذها بوسائل مرنة وناعمة وجاذبة، وتكفل لعملية التدخل العسكري منزلة وسط.

لا لوم على أولئك الذين أوكلت لهم مهمة إعداد الخطة B قبل سبع سنوات، لأنهم لم يستقرئوا الوضع الذي قد تطبق فيه الخطة يوما ما بما فيه الجنوب، لم يتخيلوا أن الجنوب سيصمد في وجه الغزوة والغزوات اللاحقة، وسوف ينتصر على العدوان والاحتلال، ويحمي الجنوب ويمنع سقوط عدن.

لم يساعدهم الخيال على استقراء التطورات القادمة بما فيها تشكيل مؤسسات عسكرية جنوبية وقيام المجلس الانتقالي الجنوبي وتمسك الجنوبيين بقضيتهم وتطلعاتهم، وصمودهم بوجه الغزوات والضغوط وسياسة العقوبات والتجويع والحرمان (التي بررها أحد أعضاء رئاسة لجنة المصالحة والتشاور عند قوله، لقد كانت ضرورة لمنع الانفصال).

كان من أبرز خطوات وإجراءات الخطة b تهيئة ظروف مواتية وعمل ما هو ضروري لنقل مؤسسات الحكم من الرياض إلى عدن، وهو الذي تطلب التفكير جدياً بما يجب عمله مع الجنوبيين وتقديمه لهم لنيل موافقتهم على تلك الخطوة وما سوف يترتب عليها ويلحق بها.

في هذا الإطار ولهذه الغاية نضجت القناعة بأهمية إبرام صفقه مع الجنوب، يقبل بموجبها بقدوم هيئات الحكم والقوى الشمالية إلى عدن لتمارس منها نشاطها مقابل منحه وضع الشريك ووعود بإعادة النظر بسياسات وإجراءات ألحقت الضرر بالجنوب وأرهقت مواطنيه ونكدت عيشهم وحياتهم، والتأسيس لشراكة مرحلية وصفها البعض بالمبهمة والقاضمة، والفاقدة للرؤية البرنامجية والوضوح بشأن طبيعتها، ومهامها، وأطرافها، ومداها الزمني، وهل تشكل استمرارية للأنظمة والسلطات السابقة بقواها وسياساتها ورموزها وأخطائها الكارثية، أم تعني القطيعة معها، وأين وضعها من المرجعيات التي لا تحصى ولا تعد، والمتناقضة مع بعضها ومع الواقع الراهن، وتتخلف عما يتطلع لتحقيقه عامة الناس؟

خلاصة القول: ما كان لما تحقق مؤخرا أن يتم لولا صمود الجنوب وانتصاراته وتمسكه بقضيته الوطنية الجنوبية، والتفافه حول قيادته ودعمه لها، ورفضه القوي لأي مساومة أو صفقه من وراء ظهرة تنال من قراره المستقل وحقه الثابت في الحرية والسيادة وقيام دولته الوطنية.

والثابت أن التمسك بكل ما أشير له أعلاه تعتبر حصراً الضمانة الوحيدة لبلوغ الغايات والأهداف العظيمة، والوصل بسفينة الجنوب إلى بر الأمان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى