أيام المدرسة

> قيامنا في كل صباح استعداداً لحضور يوم دراسي جديد، ورائحة الفطور الشهية المنبعثة من منازل أهل الحي، وحديث الأصدقاء حين انتظار الحافلة التي كان صوت محركها منبهاً جيداً يخبرنا أنه في طريق وصوله إلينا ودخولنا إلى الساحة وسماع جرس الطابور الصباحي، كل ذلك مازال إلى اليوم حيًّا في ذاكرتي خاصة وأنا أدخل مقر العمل في كل صباح، وأرى رجل الأمن يبتسم وهو يردد على مسامعي: سااا فااا إلهام ؟ والتي تعني بالفرنسية كيف حالك إلهام؟

أتذكر فوراً جملة "مدرسة صفاء، مدرسة قوة، مدرسة انتباه، مدرسة اتحاد"، ابتسم وأرد التحية والسؤال وأقول: وييي ساا فاا، وأكرر عليه نفس الجملة وافرح كثيرا حينما يرد:" ساا فاا".

نعم أتذكر هذه الجمل التي كنا نرددها بشهامة وبأعلى صوت قبل أن نمضي في صفوف منتظمة نحو الفصول ونجلس على مقاعد متراصة ونُخرِج من الشنطة الكتاب والدفتر والقلم لنكتب اليوم عناوين العزيمة بين سطور أعمارنا، ونسجل السعي في كتاب حياتنا وندون ذكريات جميلة خلال تعاملنا مع مواد شخصية الأفراد الذين نسعى لخدمتهم.

لقد كانت المدرسة هي الأرض التي غرست مواهبنا والتي تعانق اليوم فضاء مجتمعنا ونسترجع الإرادة والإلهام والعزيمة كلما نمر بموقف مشابه أو كلام مماثل لما مارسناه ونحن طلاب العلم في مدارسنا.

نعم كلمة "صفاء": تعيد للذاكرة صفاء النية والضمير قبل توفير أجواءه للجميع.

وكلمة "انتباه": تذكرنا بدور كل فردٍ منا في بناء المجتمع، و "قوة" الدعم والتشجيع حين غرس وممارسة فضائل الأخلاق في نفوس أطفالنا الصغار ومرافقة الشباب في طريق الخدمة والبناء، أما كلمة "اتحاد" فهي قاعدة السلام العالمي الذي نحلم بتحقيقه على أرض الواقع لنحيا حياة كريمة خالية من الحروب والصراعات.

ودمتم أقوياء سالمين متحدين بكل صفاء وإخلاص في ميدان الحياة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى