​كلمات في رمضان

> دروس من رمضان

الآن وقد قَرُبَ شهر رمضان على الرَّحيل، ولم يتبقَّ منه إلا القليل، وداعًا تلك الليالي الإيمانية الرمضانية، وداعًا تلك النَّفحات الربانية، وداعًا يا عظيم القدر، وداعًا شهر العتق والغفران، شهر الحسنات والخيرات والقرآن، فبالشوق نفتقدك وبالأيام والليالي نترقَّبك، ليطول بنا الانتظار للقائك من عامٍ إلى عام، فاللهمَّ بلِّغنا رمضان. مضى شهر بأكمله وكأنَّه ساعة من نهار، أو هنيهة من لَيل المحبِّين، وهكذا الأيام الجميلة تَمضي سريعًا كما أنها تأتي سريعًا، مضى بآثاره الزكيَّة في قلوب الطائعين، وتطهيره لنفوس الصائمين القائمين. فاليوم نودِّع رمضان مرتحلًا عنَّا بما أودَعناه فيه، شاهدًا علينا بما قدَّمناه بين يديه، فهنيئًا لِمن كان شاهدًا له عند الله بالخير، شافعًا له بدخول الجنَّة والعتق من النار، وويل ثمَّ ويل لمن كان شاهدًا عليه بسوء عمله، شاكيًا إلى ربه من تفريطه وتضييعه، قال صلى الله عليه وسلم: «رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ، ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ»؛ (رواه الترمذي وأحمد).

وقد كان عليُّ بن أبي طالب يُناجي في آخر ليلة من شهر رمضان: يا ليتَ شِعري مَن هذا المقبول فنهنِّيَه، ومن هو المحروم فنعزِّيَه. أي شيء أدرك مَن أدركَه في رمضان الحِرمان؟! كم بين مَن حظُّه فيه القَبول والغفران، ومن كان حظه فيه الخيبة والخسران! رُبَّ قائم حظه من قيامه السهر، وصائم حظه من صيامه الجوع والعطش. أولًا: قيِّم نفسك في رمضان: فرمضان به الكثير من العطايا والمِنح والطاعات التي لا بدَّ وأن يستغلَّها المسلم طوال شهر رمضان العظيم؛ لذا كان من المهمِّ أن نتعرَّف على خير الأعمال في رمضان، ونبدأ بتقييم أنفسنا من خلالها وتحسين أداء أعمالنا خلال الشهر الكريم:  فعن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «كلُّ عمل ابن آدم له؛ الحسنةُ بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعفٍ، إلَّا الصِّيام فهو لي، وأنا أجزي به، إِنَّهُ يَتْرُكُ الطَّعَامَ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي، وَيَتْرُكُ الشَّرَابَ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي، فهو لي وأنا أجزي به». وقال صلى الله عليه وسلم: «مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدَّم من ذنبه»؛ (أخرجه البخاري ومسلم). لهذا فليراجِع كلٌّ منا نفسَه، ويبادِر بالسؤال: هل صمت رمضان حقَّ الصوم؟و قال تعالى: (( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا)) [الفرقان: 63، 64].

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى