نحن والمجلس الرئاسي الجديد

> كيف لي أن أنسى أننا قد اعتدنا على مجالس الرئاسة والقيادة، وهي تتكرر علينا بشكلها القديم الجديد، والتي تخرج دوما من خلال الأزمات، ما من مجلس رئاسي إلا وظهر بعد أزمة وتصادم وصراع وانقسامات، ثم يطل من بين كل هذا مجلس يلخص الصراع أو خلاصة الصراع أو كمخرج للأمام ليس إلا، وبما هو عليه بنفس التسويات للمتصارعين من بقي ومن خرج، وربما هناك ما يتوجب أن نذكره وهو أن مالم يمثل بالاسم مثل بالمفهوم وحصره بعيدًا عن الآخر أو ما يسمى أنصار الله، أو المليشيات المتمردة، مع أني أشك أن هناك من يتنفس هواها وإن لم يكن مباشرًا وبعيدًا عن الصورة.

شهدنا مجالس رئاسية جمة في الشمال والجنوب، من بعد الإطاحة بقحطان الشعبي رحمه الله، وكذا ما بعد سقوط سالم ربيع علي رحمه الله، وربما كان هناك نفس الحل تباعًا في صنعاء عقب كل سقوط رئاسي وهكذا دواليك، وفي مجمل هذه التشكيلات التي تظهر ويفرح بها أعضاؤها المعينون كقيادة، تختلف حينا وتتشابه حينا آخر، من حيث إنها تأتي بعد نزاع شرس وضروس ومعارك وضحايا بين البين، وبين الطرف الغائب المتآمر والمدبر ومن يتبعه وهما أو حقيقة والأمر الآخر أن من يتقافز إلى قارب هذه المجالس الرئاسية وصعودها كحلول آخر اللحظات قبل الغرق كما يقال، إنهم إلى الأمس القريب كانوا إما متحدين أو وسطاء للمتخاصمين أو على خلاف وكلهم من رجال الأزمة بغض النظر عن كيف ولماذا! إنما هم فقط وهنا الأهمية التي تذكر أنهم ما خلصت إليه كل المشاورات والتسويات والمخارج ووصلت إليهم، وعجل بإشعارهم لإيجاد حل أولًا، ثم لإقناع كل المتخاصمين حاضرًا وغائبًا أن الحلول كانت غليظة ومتينة وبها من التنوع والتخصص ما هو موجود، وإن ظهور هذا التشكيل على هيئته حدثت رغبة لأنصارهم ومناطقهم واتفاقا إقليميًا ودوليًا وباتفاق كبير وخطير، للإقناع والسكوت.

من تجربتنا أن كل ما حدث في مراحل مختلفة من تاريخ الحكم في اليمن يتم بعنف التصادم والصراع القاسي، ثم يخلص إلى تسويات يشهد عليها الإقليم أو الدول الكبرى وعواصم القرار، وحين يختل التوازن يبدأ الاحتقان ثم ما بعده، كل السنوات الماضية حتى حين خلصنا إلى المبادرة الخليجية ومؤتمر الحوار وكل القرارات، عدنا وحرقنا كل المراحل ولجأنا إلى مجلس قيادي، نصفه يدير ما تريد الرياض وتمرره وترضى عنه أبوظبي وتنتظر نصيبها، في غيره، والنصف الآخر شبه فخري يراد منه تخفيف الزعل وطي صفحات تماما مثلما حدث بعد إزاحة قحطان الشعبي والزخم الثوري الصاخب الذي أعقب ذلك ثم العودة إلى التصادم والقبيلة والأقلية والأغلبية قوة وانحيازا، ونتج عنه ما حدث بقتل سالم ربيع علي، وتباعا ما تكرر هنا أو هناك. وليت الزمن يروي أو يبدي ما في خاطره وينطق.

كل هذا ما يقال له ما أشبه الليلة بالبارحة، هو بادٍ للعيان، أو ستبدي لك الأيام ما كان خافيا، إذ أن هذه الصورة لما تبدوا عليه الأمور حتى اللحظة أن الأوضاع هي لتطمين فصائل وفرق وأطراف وعشائر بأن تتوقف وأن من يضمنها داخليًا وخارجيًا حاضر وفي أعلى القمة كما يبدو لحد الآن أو هكذا نرى.

ولكن ما الذي يميز هذا المجلس الرئاسي ويضمن إنجاح مساعيه غير المعلنة والمعلنة في توجهه، إلى الآن هناك ترقب وقراءات متعددة، لكن الشبه بين الأمس واليوم، هو الغالب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى