لمَ لا تغيرون الكرتونة؟

> الكرتون كله فاسد ويقال إن تفاحة واحدة فاسدة تفسد الكرتونة فما بالكم إذا الكرتونة كلها فاسدة، فهل سيصلح الفاسد فاسد؟ هذا لم يحدث ولن يحدث إطلاقا، وهذا ما رأيناه ولا نزال نراه أمام أعينا منذ أربعين عاما وقبله بقليل وبمثل أخس البشر اليمن ترتع ولم يتغير حالها نحو الأفضل ولن يتغير بمثل أخس البقر وقد قيل قديما من يصلح الملح إذا الملح فسد؟

كل الأحزاب المتواجدة في الساحة اليمنية والمكونات قديمها وحديث الصنع المختلق يسيرون على نفس الأسلوب والنهج، يقرحون ثورة مدنية وحداثة وإنسانية وهم قوميون إقليميون مناطقيون، والآخرون يتكلمون بالدين وهم مدلسون ويكيفون الآيات والأحاديث كما يشتهيه الحاكم الوزان المطفف، فماذا نتوقع من تقدم أو تغير إذًا؟

منذ عقود مضت جرت العادة داخليًا بالتعيينات المتتالية، هم يحافظون على نفس النوعية والطينة وكأنهم يريدون أن يؤكدوا أن الفساد والعبث في قيادات اليمن هي الأصل والأساس، ولا بد من أن تبقى مدى الدهر، وليتنا اكتفينا بهذا، لكن من اعتمدنا عليهم ليعينونا فإذا بهم يحافظون على نفس السلوك العفن الفاسد، ولا نعلم إذا هم يريدون أن تبقى اليمن عائشة بالقرون الوسطى لتكون مضرب مثل لشعوبهم للإسقاط والمقارنة عند اللزوم، وإلا لماذا حلفاء الضيق والكظمة يصرون على ترشيح وتعيين تفاحات فساد الكرتونة؟ ولماذا لا يرمون الكرتونة في الزبالة ويغيرونها بكرتونة نقية صالحة لنتذوق حلاوتها بشهية؟ وهذا ما نراه للأسف بمعظم التعيينات الأخيرة، وإلا لم لا يتم تعين آخرين لم يكونوا في السلطة إطلاقًا ولم تلوث سمعتهم وأيديهم بالفساد والعفن وكأنهم لا يريدون لليمن أن تتقدم ولا تنهض، أو أنهم يعتقدون أن في اليمن لا توجد قيادات صالحة أبدًا وهذا ما نراه جميعا في العلن.

أخيرًا أقول لمن تعينوا وسيتعينون من نفس الكرتونة: استحوا على أنفسكم قليلًا، وحافظوا على ماء وجوهكم إن وجد وإن كان فيكم قليل من الحياء والحيلة والدم ولا أعتقد ولا أظن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى