> صنعاء«الأيام» العرب
تصر جماعة الحوثي في اليمن على تجزئة الهدنة الإنسانية وعدم تقديم أي تنازلات لتخفيف معاناة اليمنيين خلال التهدئة المدعومة أمميًا، بممارسة الابتزاز السياسي لفرض شروط عجزت عن تحقيقها خلال الحرب.
وقال مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى التابع لجماعة الحوثي في اليمن :"إن الجماعة ليست ضد تمديد الهدنة الحالية التي توسطت فيها الأمم المتحدة، لكنه وصفها بأنها لم تكن مشجعة بما يكفي".
وأضاف المشاط في كلمة بثتها الأحد قناة المسيرة التابعة لجماعة الحوثي المتحالفة مع إيران "نؤكد أننا لسنا ضد تمديد الهدنة، ولكن ما ليس ممكنا هو القبول بأي هدنة تستمر فيها معاناة شعبنا، وهو ما يجعلني أدعو إلى تعاون حقيقي ومشجع يفضي إلى تحسين المزايا الإنسانية والاقتصادية في أي تهدئة قادمة".
وقبل أيام أعلن الحوثيون أنهم يدرسون طلب تمديد هدنة الشهرين في اليمن، في ظل فشل أحد أهم بنودها وهو رفع الحصار عن تعز، التي يحاصرها الحوثيون منذ عام 2016.
ويبدو أن المطالبة بمسارات متعددة وتدرج في السلام هي تجزئة وخدعة يراهن عليها الحوثيون، بهدف تفكيك قوى وحاضنة مجلس القيادة الرئاسي المعترف به دوليًا.
وزعم المشاط كذلك أن التحالف العربي "أعاق تسيير الرحلات إلى وجهاتها المحددة باستثناء رحلتين فقط، وعرقل حركة السفن بطريقة سلسة".
والاثنين الماضي نقلت طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية اليمنية العشرات من المسافرين من صنعاء إلى عمّان، في أول رحلة تجارية منذ ست سنوات تنطلق من العاصمة الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وفي ما يتعلق بسفن الوقود، قال المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس جروندبرغ الأربعاء الماضي إن "الحكومة اليمنية سمحت بدخول 11 سفينة محملة بالوقود إلى ميناء الحديدة حتى الآن"، مؤكدًا أن عددها "يفوق كمية الوقود التي وصلت الميناء طوال الستة أشهر التي سبقت الهدنة".
وأكد جروندبرغ "انحسار أزمة الوقود التي كانت تهدد قدرة المدنيين على الحصول على السلع والخدمات الأساسية في صنعاء والمحافظات المحيطة بشكل كبير"، مؤكدًا "أنّ اليمن لا يحتمل العودة إلى وضع ما قبل الهدنة من تصعيد عسكري وجمود سياسي مستمرين".
وكانت الهدنة السارية لشهرين بين الحوثيين والتحالف العسكري بقيادة السعودية قد دخلت حيز التنفيذ في الثاني من أبريل، وصمدت بدرجة كبيرة، فيما تسعى الأمم المتحدة إلى تمديدها، خاصة أن مدتها ستنتهي بعد نحو أسبوع.
ومنحت الهدنة التي تبادل فيها الجانبان اتهامات بالخروقات، بارقة أمل في بلد يواجه فيه الملايين خطر المجاعة بسبب الحرب والانهيار الاقتصادي الذي أفرزته.