الموت جوعاً الموت حراً

> في بلادي خلافاً لكل بلدان الله، ليس هناك حاكم أو رئيس واحد بل ثمانية رؤوس أحدهم يشغل وظيفة رئيس السبعة المتبقين الذين يسمون نواباً للرئيس، وحين نقرأ العدد ثمانية الذي استوحته العربان من ملاحم سابقة في تاريخ الصراع الجمهوري الملكي، (وكان فألاً حسناً بالنسبة لدعاة الملكية في ج. ع. ي)، ومع أن العدد ثمانية يذكرنا بالأخطبوط ذي الثمانية الأطراف غير أن اثنين من هذه الأطراف يلعبان دور الرجلين للأخطبوط، أما الستة الأطراف المتبقية فتسمى بأذرع الأخطبوط الماصة.

لعل من المفارقات العجيبة أن للأخطبوط تسعة عقول وثلاثة قلوب وهاتان المفارقتان لا يمكنانا من إسقاط تشبيه كامل بين مجلسنا والأخطبوط، لكن ذلك لا يشكل عائقا في نفي وجود أوجه شبه بينهما.

في بلادي التي وصلت إلى درجة من (الديمقراطية اللفظية أو الكتابية)، متاح لك فيها المعارضة اللغوية على طريقة (دعهم ودع ما يقولونه) حسب المحضار رحمة الله عليه.. لسياسات (النظام)، إن صحت التسمية بوجود نظام سياسي حاكم، فالحقيقة البينة للجميع أن لا يوجد نظام حاكم واحد في البلاد، فقريحة النشامى من الإخوة العربان المحيطين بنا، قد تفتقت عن ولادة منظومة أخطبوطية متباينة فكريا وسياسيا واجتماعيا كعقول الأخطبوط التسعة وأترك لكم تفسيرًا من هي الجهة التي تمثل العقل التاسع في مجلسنا.

مضت نحو شهرين منذ تولي وممارسة المجلس لمهامه، وبكل ألم نقول إننا لم نشهد أي تحسن في حياتنا المعيشية اليومية، بل على العكس فما زالت فئات مهمة من أبناء الشعب في بلادي لم تستطع أن تؤمن رواتبها كي تقتات هي وأسرها، ونتيجة لذلك أطبق الجوع على رقاب العباد وهو يقضم مع كل يوم أرواحا جديدة وانهيارات أسرية وتفككات مجتمعية لا ترضي الأعداء قبل الأصدقاء.

وعن الأزمة القاتلة للأرواح وأعني بها حرب منظومة الكهرباء، فبكل بساطة يصرح الكهربائيون بأن الزيادة في الانقطاعات ناتجة عن عدم توفر الوقود في البلاد هكذا بكل بساطة.

وبعد ماذا عسانا أن نقول سوى أن ديمقراطيتنا يا سادة تسمح لنا بكل برود، بالاختيار بين الموت جوعاً أو الموت حَراً في بلدٍ صار يشبه قطعة من جهنم باستثناء جمهورية معاشيق، فسكانها من طينة أخرى ويعيشون حياة أخرى لا صلة لهم بما يحدث غير بعيد منهم بمئات الأمتار.

يقولون إن بعد الدنيا آخرة، وهذا صحيح، لكن هذا لا يمنع من العقاب في الدنيا، فهو الله القدير على كل شيء والجبار على كل ظالم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى