​ثانية.. عندما يحشدوا أبناءنا لقتالنا

>
إن ما يجري في جنوبنا اليوم ملفت للنظر؛ بل هو خطير ولا شك، فثمة موجة محمومة لاستهداف شبابنا الجنوبيين العاطلين عن العمل تحديدًا، والغاية استقطابهم للانتساب كعسكريين في ما يسمى ب (قوات اليمن السعيد)، وهي تتبع طارق عفاش عضو مجلس القيادة الرئاسي، فلماذا هذا الرجل تحديدًا من المجلس الرئاسي يتبنّى ذلك الاستقطاب؟ ثم إلى أين ستكون وجهة هذه القوات المجمّعة وأين ستكون جبهات قتالها؟

 فيما سبق من أسئلة محير ومثير للاندهاش، والمصيبة أن من يتبنوا الترويج لهذه الاستمارات لاستقطاب الشباب لهذه القوات المزعومة هم من شبابنا المغرر بهم، وقد عُرفوا بسذاجتهم وشطحاتهم الرعناء، وبكل تصرفاتهم المضادة لجنوبنا وتطلعاته المشروعة، وهم لا يحملون فكرًا ناضجًا أو ثقافة أو رؤىً موضوعية تبرر لهم هذا الموقف والعداء لجنوبهم وأهله الذين هم أهل لهم أصلًا، وكل السبب لأن ذويهم لم يقووا على زجرهم ونهيهم عن ممارساتهم الطائشة والغبية هذه.

اليوم تلقّف العديد من شبابنا وبينهم الجامعيون أصحاب المستويات العلمية العالية لهذه الاستمارات من هؤلاء السذّج وعبّؤها بالانتساب إلى هذه القوات، والدافع هو العوز والحاجة والبطالة، إضافة إلى طموحهم لتأسيس بيت الزوجية وخلافه.. ولأنهم لم يجدوا فرصة عمل لائقة بهم لبدء حياتهم مثل كل باقي الناس، واللافت أنّ بين هؤلاء من أبيه مناضلًا جنوبيًا صلبًا وقد صال وجال في الساحات مطالبًا بعودة دولة الجنوب، بل وتعرض للمطاردات من عساكر عفاش وللرصاص والقنابل المسيلة للدموع.. إلخ.

وطارق عفاش هذا، هو سليل أسرة لم تجني البلاد من بعدها إلا كل هذه الويلات والمصائب التي نعيشها إلى يومنا هذا، وهو إذا أراد أن يُعسكر فليقاتل الحوثيين ويحرر بيته وأرضه المحتلة، وأنا واثق أن هذا ليس في تفكيره ولا تفكير كل الشماليين عمومًا، فقد كان الأحرى به التوجه إلى شماله بملايين ملايينه ليعسكر بهم من أجل قتال الحوثيين، وليس استقطاب الجنوبيين، ونحن قد قُتل منا قافلة طويلة من الشهداء وولدينا قافلة من الجرحى، وهم لم يخسروا شهداء ولو ملء صفحة واحدة من ورق، فليذهب ويجند ممن يبيعون البطاط والكراث من الشماليين المتواجدون هنا في الجنوب أو في الشمال وليس من الجنوبيين.

وثانيا: أن قوات اليمن السعيد هذه التي يحمل لواءها هذا المدعو طارق عفاش، لن تكون وجهتها إلا جنوبنا الرافض لهذه الوحدة المشؤومة، وهذا معروف وموثوق منه أيضًا، أي أنّ أبناءنا الذين يجندونهم اليوم بالألفين سعودي سيوجهون بنادقهم نحو صدورنا نحن الجنوبيون، وكما حدث في حرب 94م، فلم ينبر لقتالنا إلا أبناء جلدتنا وحسب، وبعد ذلك رموهم في سلة المهملات، وكان الضابط الكبير منهم لا تسري أوامره حتى على الجندي الشمالي خباز الكدم! ولأن الشماليين تاريخيًا لوحدهم لم يكسرونا ولن يقدروا علينا، ولذلك يجندون لنا من هم منا وفينا.

الآن وقبل غدٍ، على مجلس القيادة الرئاسي أن يحدد موقفًا صريحًا مما يجري من تحشيد في جنوبنا، وعلى قيادتنا الجنوبية في الانتقالي أن تتيقّظ لهذا المخطط من سليل عفاش بعيون الصقور، وتجعل لها مخالب نمر تبطش بأدوات هذا المخطط ومنفذيه، وأن تتخذ المعالجات الفورية لوأده في مهده بالمعالجات الفورية الحازمة بلا تردد أو مماطلة أو تهاون حتى لا تتفاجأ بتبعاته، ولأن في جنوبنا ما يكفينا، أليس كذلك؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى