​"مسيرة الأعلام" في القدس تثير مخاوف من تصعيد جديد بين الإسرائيليين والفلسطينيين

> «الأيام» أ ف ب :

> يسود التوتر الأحد في القدس وسط انتشار كثيف للقوى الأمنية قبل "مسيرة الأعلام" التي تنظم سنويا في ذكرى احتلال الشطر الشرقي من المدينة، ما يثير الخشية من تصعيد جديد بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

ووقعت مواجهات بين فلسطينيين وإسرائيليين في نقاط مختلفة في المدينة وفي محيط المسجد الأقصى لدى مرور إسرائيليين يحملون أعلاما إسرائيلية ويغنون ويهتفون، بينما علّق فلسطينيون أعلاما فلسطينية على منازلهم في القدس الشرقية.

وزار النائب الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير صباحا باحة المسجد الأقصى حيث شوهدت أيضا مجموعة كبيرة من اليهود، بينما أفادت الشرطة الإسرائيلية عن "مثيري شغب" فلسطينيين ألقوا حجارة في اتجاه الشرطة.

ويُسمح لليهود بدخول باحة الأقصى، لكنهم ممنوعون من أداء الصلاة فيها لكن أعداد الذين يؤدون الصلاة خلسة في تزايد، ما يثير توترات وتنديدا فلسطينيا بوجود نية لـ "تهويد" المكان المقدس الذي يعتبر "أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين" لدى المسلمين. ويطلق اليهود على المكان اسم "جبل الهيكل"، وهو أقدس موقع في الديانة اليهودية.

وقال إيتمار بن غفير بعد خروجه من الباحة متجها إلى الحائط الغربي إنه جاء ليؤكد "أننا نحن -دولة إسرائيل- أصحاب السيادة" في المدينة، و"لدعم القوى الأمنية".

وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أن "مجموعة صغيرة من مثيري الشغب تحصنّوا داخل المسجد (القِبلي) وألقوا حجارة كبيرة في اتجاه قوات الشرطة الإسرائيلية".

وأكدت في بيان لاحق اعتقال "18 مشتبها به في البلدة القديمة والحرم القدسي بتهمة السلوك غير المنضبط والاعتداء على عناصر شرطة ومدنيين والمشاركة في أعمال شغب عنيفة".

وأوضحت أنها اعتقلت "ثلاثة مشتبه بهم" في باب العمود بعد أن "ألقى متظاهرون الحجارة والزجاجات على قوات الأمن"، مشيرة إلى أن حارسا شخصيا لشخصية عامة أصيب بجروح طفيفة.

ونشرت الشرطة ثلاثة آلاف عنصر لمواكبة مسيرة "يوم القدس" التي ستبدأ الساعة الرابعة بعد الظهر بالتوقيت المحلي (13,00 ت غ).

- "لا نخاف" -

ومن المتوقع أن يدخل المشاركون في المسيرة إلى البلدة القديمة عبر باب العامود الذي يفضي إلى السوق العربي والحي الإسلامي، وذلك قبل أن يصلوا إلى الحائط الغربي، وهو آخر ما تبقى، بحسب اليهود، من آثار معبد يهودي دمره اليونان العام 70.

وينظم الإسرائيليون المسيرة سنويا في "يوم القدس" الذي تحيي فيه إسرائيل ذكرى "توحيد القدس" واحتلالها للشطر الشرقي منها خلال حرب 1967، والذي ضمته لاحقا في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. ويدخل المتظاهرون البلدة القديمة في القدس، لكن لا يمرون عبر باحة الأقصى.

العام الماضي، أطلقت حركة حماس في يوم المسيرة وابلا من الصواريخ في اتجاه إسرائيل التي ردت بعملية عسكرية ضخمة على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس. وقتل خلال 11 يوما من التصعيد 260 فلسطينيا بينهم مقاتلون و66 طفلا. بينما قتل 14 شخصا بينهم طفل وفتاة مراهقة وجندي في الجانب الإسرائيلي.

وحذّرت الفصائل الفلسطينية هذه السنة من "اقتحام المسجد الأقصى" وأعلنت "الاستنفار العام".

واعتبر الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم الأحد أن مسيرة الأعلام ما هي إلا "استفزاز حقيقي وكبير لشعبنا... وعبث بصواعق تفجير سبق أن تسببت في إشعال معركة سيف القدس"، في إشارة الى حرب غزة الأخيرة.

في الحي الإسلامي من المدينة القديمة، أقفل معظم التجار أبواب محالهم، فيما بدت حركة السكان خفيفة.

وشاهد صحافي في وكالة فرانس برس شبانا إسرائيليين يرددون هتافات ويغنون ويرقصون ملوّحين بأعلام إسرائيلية.

وقال سامي، وهو صاحب متجر في المنطقة، لوكالة فرانس برس، "لا يوجد احترام"، مضيفا "المحال مغلقة ليس لأننا خائفون، ولكن لن يأتي الزبائن اليوم ... لسنا نحن من نخاف من هؤلاء المستوطنين وإنما الجيش والشرطة والحكومة الإسرائيلية".

في قطاع غزة، توقّع مصطفى نصر (27 عاما) من "المقاومة أن ترد"، مشيرا إلى أن "الأقصى خط أحمر".

أما محمد المغربي فرأى أن "الجميع قلق من احتمال اندلاع حرب... لكن الوضع لن يكون مثل السنة الماضية".

- "علم إسرائيل في عاصمتنا" -

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت قبيل الاجتماع الأسبوعي للحكومة الأحد "من الطبيعي أن نرفع علم إسرائيل في عاصمة إسرائيل ... أطلب من المشاركين في المسيرة احترام تعليمات الشرطة".

وأضاف "انتهى زمن فلتان النظام الإيراني من العقاب، هم الذين يمولون الإرهابيين ويسلحونهم ويرسلونهم"، مضيفا "سيدفعون الثمن كاملا".

وتدعم طهران حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة وحركة الجهاد الإسلامي.

وتشهد إسرائيل والضفة الغربية المحتلة توترات ومواجهات منذ أواخر مارس.

وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان الأحد تنفيذ قواته وقوات من جهاز الأمن الداخلي وحرس الحدود "عمليات استباقية ووقائية" في الضفة الغربية أفضت إلى اعتقال أربعة مشتبه بهم "لضلوعهم في أنشطة إرهابية".

ودعا الموفد الدولي إلى الشرق الأوسط تور وينيسلاند الإسرائيليين والفلسطينيين الى "أقصى درجات ضبط النفس". وقال "رسالة المجتمع الدولي واضحة: تجنبوا تصعيدا جديدا".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى