العالم هو وطن الجميع..!!

> كانت القبائل العربية ، في زمن الرسول الكريم يتنازعون و يسفكون دماء بعضهم البعض ويكنون العداء للآخرين، لذا تفضل لهم سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام: "حب الوطن من الإيمان" كي يجمع الأسر و يُصهر العشائر ويُوحد القبائل المختلفة على معين الوحدة تحت مظلة الوطن؛ ليعيشوا معًا رغم وجود الفوارق والاختلافات و يساهموا في بنائه وإعماره..

أما اليوم ومع اتساع رقعة الأوطان و تطور وسائل التواصل الاجتماعي والمواصلات نحن بحاجة لتوسيع هذه الرؤية فإن كان حب الوطن جزء من الإيمان ؛ سيكون حب العالم وخدمة البشرية هما جوهر الإيمان، وبهذه الرؤية سوف تنتهي كل هذه الحروب والنزاعات عديمة الجدوى وسترتاح البشرية.

ولن تنتقص هذه الرؤية من وطنيتنا، بل تزيد عليها، فمن يحب ويحترم هيكل العالم فهو في الحقيقة يجلل وطنه باعتباره عضو من أعضاء هذا الجسد الكبير، وكلما تعمقنا في مفهوم الحب والاحترام وتقبل الآخر ووسعنا هذه الدائرة من حب الأسرة، حب المجتمع، حب الوطن، حب القارة، إلى حب العالم بأسره، ستتلاشى كل المصطلحات الضيقة و تمحى علامات الكراهية، لتحل محلها مفهوم الحياة و التعايش والوحدة في ظل التنوع واحترام اختلاف الآخرين عنا، وهذا هو مفهوم :"ولله ميراث السموات والأرض " ، فالكرة الأرضية هي ملك لله و ما الدول سوى مستأجرين قطعة منها ومنذ الابتداء لم تكن هناك حدود بين البلدان المختلفة فلا يوجد جزء مملوك لقومٍ دون غيرهم و الأرض سَتَفْلُت من قبضة يد الجميع.

أما نحن..!!

فلسنا في حياة بعضنا البعض إلا فترة بسيطة لنخلق الذكريات "بِالأَعْمَالِ الطَّيِّبَةِ الطَّاهِرَةِ وَالأَخْلاَقِ الرَّاضِيَةِ الْمَرْضِيَّةِ"، ليُخلد أسمائنا.

ومسك الختام هذا البيان الأحلى: "ليس الفخر لحبكم أنفسكم بل لحب أبناء جنسكم وليس الفضل لمن يحب الوطن بل لمن يحب العالم" ، ودمتم سالمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى