حديقة الوجود

> عندما نذهب إلى البستان ونرى كل هذه النباتات المختلفة، بعضها مُنحنية، وبعضها مستقيمة، ومنها ذات خضرة دائمة، والأخرى متسلقة ومختلفة تمامًا في طريقة تكاثرها وانتشارها عن النباتات الأخرى فإننا ننظر إليهم بنظرة انبهار وإعجاب بهذا التنوع والتناغم الجميل، كما أننا ندرك سبب تأخر نمو بعض النباتات في الأصيص، ونحن نتفحص أوراقها المصفرة أو المنحنية أو القصيرة ... بتفهم ووعي لجذور هذه المشكلة؛ فربّما لم تحصل على ما يكفيها من النّور، ولذا نراها بهذا الشكل.

لاحظ..

نحن لا ننفعل ولا نتأثر بسبب اختلاف أشكالها، بل نُقدّرها كما هي، ولكن في اللحظة التي نرافق الناس ونقترب ممن حولنا فإننا نفقد هذه الخاصية، ونقول باستمرار: "أنت هكذا"، أو "لديك ذاك الطبع"،"لا أريد الدخول معك في نقاش"؛"لقد وقعت من عيني"، وفي أحيان كثيرة نقاضي الآخرين، فيتقدم العقل الّذي يدين ويصدر الأحكام ليتصدر معظم مساحة خلايا الرأس ويتحكم في كل أنشطته من تخيل، رؤية، تعبير، بيان، تفكير واكتشاف ثم يحتكم ويقاضي الطرف المقابل.

مع أن الإنسان...!!

ليس جائز الخطأ فحسب؛ بل هو حَتمِّيُ الخطأ وبفضل هذا الخطأ فإنه يتعلم ويكتسب التجربة، نحن نخطأ في قيادة السيارة، نخطأ في البيت والعمل، نخطأ في علاقاتنا الاجتماعية، وخلال حديثنا مع الناس، ونجد في أنفسنا ظواهر الزلل من حين لآخر سواء في الماضي أو في الحاضر أو في المستقبل..

فقط...!!

يجب التركيز ألا يكون الخطأ ضمن مبادئنا وقيمنا الأخلاقية والإنسانية وبذلك نحطم القلوب، لأن إصلاحها صعب، وإرجاعها كما كانت تستلزم وقتًا طويلًا، وماعدا ذلك فهو خطأ إيجابي نتعلم منه ونزاد حكمة ومهارة.

لهذا السبب علينا أن ندرّب أنفسنا على تحويل الناس إلى أشجار، مما يعني أن نقدّرهم كما هم، دون إصدار الأحكام عليهم أو مقاضاتهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى