دراسة: أميركا أشركت إيران في اليمن على حساب الدولة والنفوذ السعودي

> «الأيام» غرفة الأخبار:

>
  • دراسة تؤكد صعوبة توقف الحرب في المستقبل المنظور تحت أي صيغة ثابتة
> توقعت دراسة نشرت نتائجها مؤخرًا استمرار الحرب في اليمن، على مستويات عدة، منها الحروب في مناطق سيطرة الحوثي بين الفصائل الحوثية نفسها على أسس طائفية وعرقية، وبينها وبين الشعب الذي يستعد للثورة، وبينها وبين الحكومة المعترف بها دوليًا.

الدراسة التي تناولها الإعلام اليمني أمس السبت، صدرت ككتاب بعنوان "السياسة الخارجية الأمريكية تجاه جماعة الحوثي في اليمن 2013-2021"، للباحث اليمني، سلمان شمسان، في شهر مايو الماضي، حيث توقعت كذلك استمرار الانقسامات أيضًا في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، بناء على أسس مناطقية وقبلية نظرًا لتآكل دور الدولة ومؤسساتها ونهجها الديمقراطي.

وقالت الدراسة إنه من الصعب أن تتوقف الحرب في اليمن في المستقبل المنظور تحت أي صيغة ثابتة، ولن تكون المعالجات الأمريكية للحرب في اليمن بعد إنهاء دور التحالف فيه قادرة على ضبط الصراعات المحلية التي قد تستمر عقودًا.

وعبّر الكتاب عن مضمون الدور الذي لعبته الولايات المتحدة لإشراك إيران في اليمن على حساب الدولة اليمنية والنفوذ السعودي فيه، بعد توفر مجموعة من العوامل المحلية التي ساعدت واشنطن في ذلك، والعوامل الإقليمية، والصراع الأمريكي ضد الصين.

وناقشت المشكلة البحثية للدراسة التي تضمنها الكتاب التأثير الأمريكي الحاسم على تطورات الصراع في اليمن، ويفترض أن السياسة الأمريكية كانت مؤيدة للجماعة الحوثية انطلاقًا من المحددات الأمريكية الخاصة تجاه الشرق الأوسط عمومًا واليمن على وجه الخصوص، معتمدًا على منهجية النظرية البنائية التي تبني المصالح بناء على الأفكار والهويات.

واحتوى التمهيد النظري على تطور ونمو الجماعات الفاعلة العنيفة من غير الدول، واكتسابها قوة هائلة محليًا بما يمكنها من احتلال موقع بارز في السياسة الخارجية للدول التي نشأت فيها، وصارت أقوى من الدولة الوطنية التي نشأت عقب اتفاقية سايكس بيكو وحروب الاستقلال الوطنية من الاستعمار، ومن بين تلك الجماعات: الجماعات العنيفة من غير الدول المستندة على هوية، وتنتمي جماعة الحوثي إلى هذا النوع من الجماعات.

يناقش الفصل الأول من الكتاب محددات السياسة الخارجية الأمريكية تجاه اليمن كجزء من منطقة الشرق الأوسط وأهم تلك المحددات: موقع اليمن على طريق الملاحة، وقربه من منابع النفط، وأمن إسرائيل، لكن المحدد الأكثر أهمية كان الانسحاب الأمريكي من الشرق الأوسط، وإشراك إيران في إدارة المنطقة، والاعتماد على وكلائها في مواجهة ما تعتبره الولايات المتحدة إرهابًا، وإنهاء مبدأ كارتر تجاه الخليج العربي الذي كان يقوم على مواجهة إيران، بالإضافة إلى العلاقات الأمريكية الإيرانية، والعلاقات الأمريكية السعودية التي تشهد تدهورًا مستمرًا منذ عقدين على الأقل، والصراع بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي بشأن اليمن.

بينما احتوى الفصل الثاني على تعريف موجز بجماعة الحوثي وفقًا للمعايير التي أتت في التمهيد، باعتبارها جماعة إيرانية مسلحة، تسعى لتقويض الدولة الوطنية في اليمن، لمصلحة طهران، وتتقرب للولايات المتحدة بتولي ملف مكافحة الإرهاب في اليمن، بالإضافة إلى المحددات الأمريكية الخاصة بالجماعة الحوثية التي تدمجها ضمن الجماعات الشيعية، وتعتبر سكان مناطق سيطرة الحوثي مناطق شيعية.

كما يتضمن الفصل الثاني أدوات السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الجماعة الحوثية، مثل الجهود الدبلوماسية، واللقاءات في سلطنة عمان، ودعم المفاوضات الدولية مثل اتفاقية السويد، ومبادرة كيري، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، وكلها أدوات لا تشكل ضغطًا حقيقيًا على الجماعة الحوثية لخلوها من أي أدوات فاعلة ضدها.

وتضمن الفصل الثالث تأثير السياسة الخارجية الأمريكية تجاه جماعة الحوثي في اليمن، التي من أبرزها تقسيم الدولة في اليمن، وتثبيت دور الجماعات المسلحة العنيفة من غير الدول المستندة على هوية على حساب الدولة اليمنية، وتشطير اليمن إلى شطرين على الأقل بانفصال الجماعة الحوثية شمالًا، والتراجع الهائل للديمقراطية في اليمن، والأزمة الاقتصادية الطاحنة في اليمن، واستمرار الحرب إلى أجل غير مسمى، بفعل إشراك واشنطن أو قبولها لدور إيراني في اليمن، فجر جميع التوازنات في البلاد، بطريقة عنيفة، وأسس لحرب لا أفق لنهايتها في ظل الوجود الإيراني، قد تمتد لتكون حربًا إقليمية في المستقبل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى