استراتيجية الحرب والسلام في تفاوض قوى الشمال.. الشرعية والحوثة

> منذ الوحدة كانت استراتيجية قوى الشمال والتي تمثل الشرعية واضحة، وهي الانقضاض على دولة الجنوب، وإخضاع الإنسان والأرض لهم، وتغيير الهوية والتركيبة السكانية الجنوبية، وطمس التقاليد الجنوبية التي تختلف تمامًا عن التقاليد الشمالية.

واستخدمت في ذلك أقذر الأساليب من الفتاوى الدينية، والإصرار على أن الجنوبيين (كفرة)، وأن الدولة في الجنوب (شيوعية)، وإبادة الجيش الجنوبي(المحترف) الذي كان من المفروض أن تحافظ عليه دولة الوحدة، وأن يصبح نواتها في الدفاع عنها.

وتلا ذلك اغتيالات للكوادر الجنوبية، ومازالت تلك الاغتيالات أكانت عسكرية أم دينية أم سياسية.

ثم كان شعار (الفرع والأصل) وتأجيج المناطقية والفتن القبلية التي تخلص منها الجنوب في السبعينيات.

استخدموا كل شيء لإخضاع الجنوب وأهله، وكانت سياستهم في ذلك واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار ومازالوا يصرون على ذلك.

اليوم ما زلنا نراقب وندرس استراتيجية قوى الشمال (الممثلة بالشرعية) اتجاه الحوثي.

بعد أن مرت الهدنة الأولى لشهرين دون أن يذكر أي تقدم في المفاوضات.

بدأت الهدنة الثانية باستراتيجية فتح طرق تعز من قبل فريق الشرعية.

بينما نرى أن استراتيجية الحوثة في التفاوض واضحة كوضوح استراتيجية قوى الشمال اتجاه الجنوب؛ فالحوثي بدأ في هدم أساس الشرعية ممثلة بالرئيس الشرعي الوحيد المنتخب، وهو الشخص الذي خول السلطة للتحالف ببدء حرب إعادة الرئيس المنتخب إلى السلطة وإفشال الانقلاب الحوثي.

الحوثي رفض التفاوض إلا بإزاحة عبدربه منصور من السلطة ونجح أمام خضوع الشرعية.

الحوثي تعلم من إيران سياسة التفاوض طويلة الأمد للوصول إلى الهدف، حيث يتصف بها شعب إيران عند حياكته للسجاد.

الهدف الاستراتيجي الثاني للحوثة هو البحث عن الاعتراف الدولي، بعد أن اعترفت به إيران وسلطنة عمان وقطر (ضمنيًا) نجح بأن يتفاوض مع الأمم المتحدة والمندوب الأمريكي المفاوض والترويكا الأوربية، وبدأ اعتراف العالم بالحوثة كقوى حية على الأرض، وبدء سحب البساط من تحت أرجل الشرعية.

الاستراتيجية الثالثة للحوثة هي البحث عن مصادر التمويل بعد أن سيطرت على مراكز المال والأعمال في المناطق الشمالية، ثم التفاوض لإعادة البنك المركزي إلى صنعاء، بحث الحوثة بكل قوة على إدخال بواخر الغاز والنفط، على الرغم من أنها لم تنقطع يومًا طيلة سنوات الحرب، وكانت البواخر تدخل ميناء الحديدة محملة بالنفط والغاز أكثر مما تدخل ميناء عدن، بشكل يستطيع من خلاله تمويل الحرب القادمة، أو حتى في السلم يستطيع أن يتحكم بقرار الانتخابات والعسكرة والأمن.

ويعرف الحوثة تمامًا أن يصعبوا على العالم أن يعترفوا بهم كسلطة شرعية، فهم يبحثون عن سلطة سياسية يندمجون معها وتسهل عليهم الاعتراف الدولي، ثم الانقضاض على باقي مكونات الدولة.

هم لا يريدون دولة (حزب الله) أو دولة (طالبان) يريدون دولة أضعف (الإيمان) تسيطر على شمال اليمن كاملًا دون نقصان، دولة(الإمامة).

ماذا عن استراتيجية (شرعية قوى الشمال)؟

عندما ندرس استراتيجية الشرعية بشكل عام وضد الحوثة بشكل خاص نراها (غامضة).

نجد أن أغلب كوادر الشرعية مازالت خارج البلاد، ومازالت رواتب (صفوة) موظفي دولة الشرعية تستلم وتصرف خارج البلاد.

عندهم إيمان كامل أنهم لا يقدرون على هزيمة الحوثي عسكريًا، فقد فشلوا في إنماء المناطق المحررة وصرف رواتب الموظفين.

***غياب الدولة وغياب رجالها

فشلوا في الحفاظ على أمن المناطق المحررة (وهي كلها جنوبية) خوفًا من أن تتمرد القوى الجنوبية الحية عليهم، فهم يستخدمون سياسة الاستعمار (فرِّق واحكم) على مبدأ الوطنية والمواطنة المتساوية.

لن يسلم الحوثة السلطة سلميًا أبدًا مهما قدمت الشرعية من تنازلات.

لا تستطيع الشرعية هزيمة الحوثة عسكريًا وليس لديهم أية استراتيجية أن يفعلوا ذلك.

استراتيجيتهم (الجنوب) وخداع (المواطن).

فهل من هدنة ثالثة؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى