هل فاتنا القطار؟

> يقال بأن المولى وهو العدل والعادل يمنح الفرص العادلة في الحياة للأفراد والجماعات والشعوب، وأن الاستفادة من هذه الفرص أمر مناط بالفرد والجماعات والشعوب والدول، فإما أن تُستغل هذه الفرص وإما إضاعتها وكل نفس بما عملت رهينة.

كان لدى العرب إمكانية البناء العلمي والاقتصادي والعسكري في الخمسة العقود من 1950 إلى 2000 أي أبان الحرب الباردة.

التاريخ يعيد نفسه اليوم عشية الحرب الباردة القادمة التي نعيش لحظات انقسام العالم مرة أخرى إلى معسكرين.. وعسى أن يختاروا الطريق الصواب بالذهاب شرقًا أو غربًا أو أن يحايدوا (وهذا أسوأ الخيارات) فالضعفاء لا يحايدون بل يُبتلعون.

هنا يمكن للمتحذلقين الحالمين بوجود مشروع عربي يحدد ويحمي ويبني أمة قادرة على العيش الكريم، في عالم يعج بصراع الأقوياء.

حالة الحراك السياسي والزيارات المكوكية للزعماء العرب توحي بعدم الجاهزية وباختلاف المصالح فيما بينهم كدول.

فنحن لا نسمع إلا قصائد وأحاديث تفتقر للأرقام والخطط التنموية القصيرة والطويلة... وببساطة أكبر ما يمكن أن نسمعه من الزعماء هو مشروع قزم يتحدث عن كيفية مواجهة إيران.. ولماذا إيران ترد الأبواق العربية بديماجوجية متحججة بخلاف المذاهب (السني الشيعي).

أين هو المشروع العربي في هذه اللحظات التي يعاد فيها تقسيم العالم بناء على الرؤى والمعايير الجديدة للقرن الواحد والعشرين، وما هي سماته.

الحقيقة التي لا يمكن إغفالها، أن لدى العرب حلم بمشروع، لكن لا يوجد مشروع عربي حقيقي ولا حتى وهمي بسبب تناقض الأهداف العربية وافتقارنا لاستخدام أبسط مبادئ التخطيط والبناء.

ولمن لم يفهم ما قلناه، نقول ما رأي الدول العربية أو الدويلات العربية فيما فعلوه ويحدث في العراق وليبيا واليمن وسورية وتونس وفلسطين ولبنان؟ هل تم حتى طرح مجرد مشاريع أو اجتهادات لإخراج هذه الدول من أزماتها؟ السؤال موجه للزعماء العرب وأمين عام جامعة الدول العربية.

وقبل هؤلاء السؤال موجه للمواطن العربي، أينما كان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى