الهدنة والصفقة

> في إطار الاستعداد لزيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة المقررة منتصف شهر يوليو الحالي والحرص على إنجاحها بما يحافظ على مكانة الرئيس ويساعده على مواجهة تحديات جمة يواجهها بما فيها تدني شعبيته في بلاده وخارجها مع الأخذ بعين الاعتبار اهتمامه السابق بالوضع الإنساني المتدهور في اليمن جراء الأزمات والحروب، الذي سبق له أن تعهد في حملته الانتخابية الرئاسية بالسعي لمعالجتها في 100 يوم الأولى من عمر إدارته، لكل هذه الاعتبارات وغيرها تشهد أكثر من عاصمة إقليمية جولات مكوكية للمتدخلين وأصحاب القرار من المجتمعين الإقليمي والدولي إلى جانب أطراف يمنية تم انتقاؤها بعناية (ليس من بينها الجنوب الذي تم إقصاؤه دورا وقضية)، وذلك بهدف التوافق على خطوط عامة لصفقة فوقية جزئية بين الطرفين تتعلق بأزمة تقاسم السلطة والنفوذ بما فيها تقاسم ثروات الجنوب وإدارته واستغلال موقعه، والمطلوب توقيعها خلال وجود الرئيس الأمريكي في المنطقة.

وبحسب تصريحات سابقة للسفير البريطاني لدى اليمن بتاريخ 1/ 5/ 2022 سيجري رفع عناصر التسوية المعمدة أمريكياً وعلى أعلى مستوى إلى مجلس الأمن الدولي لاعتمادها في قرار يصدر عنه تحت الفصل السابع.

تدرك كل الأطراف أن عملاً كهذا يشكل التفافا على العملية السياسية الشاملة وعلى أهدافها المعلنة المتمثلة في مفاوضات شاملة بمشاركة كل الأطراف دون إقصاء أو إلحاق أو انتقاص، وحول كل القضايا الحاضرة في المشهد الراهن التي لا معنى للحديث عن السلام مع استبعادها من التسوية وإقصاء من يمثلها.

إن الصفقة الفوقية التي تتجاهل التطلعات العامة للشعبين في الجنوب والشمال لن تحقق غير تدوير الاصطفاف، وبالتالي الحرب وستضع عامة الناس وأطراف رئيسية أمام خيار إجباري وحيد وهو الحرب والمقاومة كما حدث منذ حرب 1994 على الجنوب.

لن يكون أمام ضحايا الإقصاء والتهميش غير الإعداد والاستعداد لمواجهة حروب وغزوات جديدة تحت يافطة تطبيق التسوية (الصفقة) المدعومة إقليميا ودوليا.

وسيكون الجنوب المتضرر الأكبر من جراء الصفقة ومفاوضات الطرفين مدعواً قبل غيره إلى الاستعداد لمواجهة ما سوف تحمله الأيام القادمة من تحديات وجودية، ولتكن تطورات أبين الهامة مدخلا لتحقيق وحدة القوى الجنوبية والسيطرة على الأرض الجنوبية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى