محللون: حديث واشنطن عن المشكلة اليمنية هو للاستثمار في إطار تجاذبات

> "الأيام" غرفة الأخبار:

> أبدى الكثير من اليمنيين آمالًا ضعيفة على إمكانية أن تسفر زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المملكة العربية السعودية عن أي تحول في الصراع اليمني، على الرغم من التأكيدات الأميركية بأن هذا الملف سيكون أحد أبرز الملفات التي سيناقشها بايدن في جدة.

ورأى محللون أن مشاركة العليمي وإن تبدو خطوة إيجابية في سياق تثبيت السلطة الشرعية الجديدة، لكن ذلك لا يجب أن يقود إلى تصور بأن شيئًا ما سيتغيّر على مستوى الصراع اليمني، حيث أن إدارة بايدن لا تملك أيّ رؤية واضحة بشأن سبل إنهاء الصراع وأن أقصى ما يمكن أن تقدمه تمديد جديد للهدنة المعلنة.

وتعليقًا على زيارة الرئيس الأميركي إلى السعودية وانعكاساتها المحتملة على الملف اليمني في ضوء تصريحات الإدارة الأميركية وزيارة رئيس المجلس الرئاسي المفاجئة للسعودية بالتزامن مع زيارة بايدن، أكد الباحث السياسي اليمني فارس البيل في تصريحات نشرتها صحيفة العرب أمس السبت "أن ملف الحرب في اليمن يحتل مساحة واسعة في الخطاب الإعلامي لهذه الزيارة والتحركات الأميركية، لافتا إلى أن الإدارة الأميركية على الرغم من كل ذلك، "لا تملك رؤية واضحة ومحددة لكيفية إيقاف الحرب والوصول إلى سلام حقيقي، كما لا يبدو أنها بذلت الجهد الكافي لصنع تحول حقيقي في المشكلة اليمنية".

واعتبر أن "حديث بايدن المستمر عن المشكلة اليمنية هو للاستثمار في إطار تجاذبات الملف النووي الإيراني من جهة، ومن جهة أخرى علاقة الإدارة الأميركية بالمملكة العربية السعودية وجدليتها مع ملف الطاقة والحرب الروسية - الأوكرانية".

وشكك البيل في إمكانية أن تسفر زيارة الرئيس بايدن عن أيّ اختراق فعلي في جدار الأزمة قائلا "لا يبدو لي أن الأزمة اليمنية ستناقش بشكل موضوعي بقصد الوصول إلى سلام، إنما كورقة هامشية ضمن ملفات عديدة، ومن أجل الظهور بمظهر الحرص على الحالة الإنسانية في اليمن أمام المعنيين والمهتمين بالجانب الإنساني".

ودأب مراقبون للشأن اليمني على وصف المواقف الأميركية إزاء ملف الحرب في اليمن بالمرتبك والذي تشوبه الكثير من التناقضات، والحسابات السياسية الداخلية والخارجية التي لا تتسم بالواقعية في معالجة ملف شائك ومعقد مثل هذا الملف.

ويرجح الباحث اليمني محمود الطاهر أن تشهد السياسة الأميركية في الفترة القادمة تحولا نسبيا قد ينعكس على موقف إدارة بايدن المتراخي تجاه الحوثيين وإيران، وهو ما تشير إليه تصريحات الرئيس الأميركي، في المؤتمر الصحافي الذي جمعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، والتي تعزز من فرضيات تحول هذه الزيارة إلى نقطة تحول لتصحيح أخطاء انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة، وتغيير موقف واشنطن تجاه الملف النووي الإيراني، إضافة إلى وجود مؤشرات إلى إمكانية حدوث تغيرات كبيرة في الموقف الأميركي إزاء الملف اليمني من قبل إدارة الرئيس جو بايدن.

ولفت الطاهر إلى أن المشكلة الرئيسية في سياسة واشنطن تجاه الملف اليمني وتداعياته الإقليمية، نابع من تعامل الولايات المتحدة خلال الفترة الماضية مع الحرب في اليمن وامتداداتها بنوع من الاستهتار أحيانًا والبراغماتية أحيانًا أخرى بحيث ظهرت وكأنه لا يهمها من ينتصر أو يخسر في هذه الحرب، بقدر ما يهمها إيقافها لأسباب إنسانية كما تزعم إدارة بايدن.

وأضاف الطاهر "لأسباب سياسية تتعلق بالمنافسة في الانتخابات الأميركية، لاسيما انتخابات التجديد النصفية، تسعى إدارة الرئيس بايدن لتحقيق أيّ انتصار دبلوماسي في ملفات الشرق الأوسط الساخنة، والمتاح حاليا في هذا الجانب هو العمل على تمديد الهدنة، لكن بعد الانتخابات النصفية، وأعتقد أن الوضع سيتغير في اليمن، وقد نرى انعكاسات هذه الزيارة في هذا الوقت".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى