وسط نمو الإنفاق العسكري.. مخاوف من تفجر سباق تسلح بين الجزائر والمغرب

> ​يثير تواصل التعبئة والاستعراضات العسكرية وزيادة حجم الإنفاق العسكري بين الجزائر والمغرب، مخاوف من الانجرار نحو ”سباق تسلح“ في المنطقة التي تشهد توتّرا منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، صيف العام الماضي، واحتدام النزاع حول ملف الصحراء الغربية.

وتعززت هذه المخاوف مع تنظيم الجزائر استعراضا عسكريا ضخما بمناسبة ذكرى استقلالها الستين، والذي جاء بعد أيام قليلة من احتضان المغرب لمناورات ”الأسد الأفريقي“.

ووقع المغرب عدة صفقات أسلحة واتفاقيات تعاون عسكرية في السنوات الأخيرة، وكان آخرها اتفاقيات مع إسرائيل، فيما قامت الجزائر بصفقات وبدأت على ما يبدو بتنويع مصادر تسليحها في مسعى لتحديث ترسانتها العسكرية؛ ما قد يضعف من فرضية تسوية النزاع بالحوار بين الطرفين في الوقت الراهن.

وعلق المحلل السياسي المغربي حسن بلوان بالقول، إن ”هناك سباقا نحو التسلح كبيرًا بين المغرب والجزائر، من خلال الزيادة على الإنفاق العسكري والإقبال الكثيف على التكنولوجيا الحربية الجوية الحديثة، ويتنزل الاستعراض الأخير للجزائر في هذا السياق“.

وأوضح بلوان في تصريحات خاصة لـ ”إرم نيوز“، أنّ ”هذا السباق سيستمر للسنوات المقبلة؛ نظرا للتحولات الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى ما تعرفه تطورات قضية الصحراء الغربية“.

ووفق بلوان، فإنّ ”الأجواء السائدة حاليا توحي بأنه من الصعب التوصل إلى حل سياسي يمكن أن يعيد العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها، خاصة مع التصعيد الجزائري تجاه المملكة من خلال التحريض وتنويع الاتهامات المغرضة التي لا تستند على أساس منطقي“، وفق تعبيره.

واعتبر بلوان أنّ ”السلوك العسكري الجزائري يعرف تغيرات مقلقة بدءا بالمناورات المكثفة بالذخيرة الحية على الحدود المغربية، مرورا بالدعم المطلق لميليشيات ”البوليساريو“ الانفصالية، وصولا إلى الاستعراض العسكري الذي صمم برنامجا وحضورا ومشاركة ليوجه رسائل سياسية تصعيدية نحو المغرب؛ لذلك من الصعب الحديث عن حل قريب“، بحسب تقديره.

وكان المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية قد قام بجولة مؤخرا قادته إلى الرباط، دون أن يعلن أي اختراق في جدار الأزمة.

ومن جانبه، قال المحلل السياسي المغربي رشيد لزرق، إن ”هناك سباق تسلح باعتبار أن المتابع لبلاغات الجيش الجزائري يلاحظ أن هناك مقدمة حرب قد تنشب في لحظة، حيث اتهمت الجزائر المغرب بشن أعمال عدائية، ولكن السياق الدولي هو من أوقف الاشتباك“، وفق تقديره.

وأضاف لزرق في تصريحات أدلى بها لـ ”إرم نيوز“، أن ”الجزائر لم تستجب لأي مبادرة مغربية للتهدئة؛ ما يشير إلى تصعيدها، خاصة بعد عدم قبولها بمبادرة الأيادي الممدودة التي أطلقها الملك محمد السادس؛ لذلك لا يمكن إلا أن نتوقع تصعيدا منها، وهو ما يجعلها تسابق الزمن لتكثيف إبرام صفقات الأسلحة“، بحسب قوله.

لكن محللين جزائريين ينفون وجود رغبة جزائرية في الدخول في سباق عسكري، لافتين إلى أن الأمر لا يعدو كونه جهودا لتحديث الترسانة العسكرية للبلاد وتنويعا في مصادر التسلح.

وقال المحلل العسكري الجزائري أكرم خريف، إنه ”لا يوجد سباق تسلح والجزائر لم تدخل في سباق من هذا النوع مع المغرب“.

وحول الاستعراض العسكري الأخير الذي قامت به الجزائر، قال خريف في تصريحات خاصة بـ ”إرم نيوز“، إنه ”استعراض ليس له علاقة بالأزمة مع المغرب، أما مناورات الأسد الأفريقي فهو تمرين أفريقي على الأرض المغربية وليس له علاقة بالجيش المغربي“، وفق قوله.

وحول الصفقات التي قامت بها الرباط مع تل أبيب قال خريف، إنّ ”هذه الصفقات غير معروفة وليست مؤكدة، وإذا افترضنا جدلا وجود الصفقات فستكون عادية تشمل طائرات دون طيار“.

واعتبر أكرم خريف أن ”الجزائر في المقابل اقتنت معدات جديدة لتجديد الترسانة العسكرية الجزائرية بعد أن تعرضت للاستعمال منذ التسعينيات عندما كانت هناك حرب أهلية تقريبا، وبالموازاة كان هناك حظر على استيراد الأسلحة“.

وأكد خريف أن ”الجزائر تنوع مصادر تسليحها، ففي 2011 أمضت عقدا مع ألمانيا وهو أكبر عقد لتصدير الأسلحة الألمانية منذ الحرب العالمية الثانية يتراوح بين 10 و11 مليار دولار، وهناك عقد أيضا مع إيطاليا والصين وحتى مع الولايات المتحدة، حيث تم استيراد طائرات شحن ”هيركليس“ من الولايات المتحدة“.

وأوضح المحلل العسكري أنّ ”الجزائر تنوع استيراد الأسلحة رغم بقاء روسيا كحليف تقليدي لها، ونرى أن روسيا منعدمة الوجود مثلا في البحرية الجزائرية باستثناء الغواصات“، وفق تعبيره.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى