إسرائيل.. الراعي الأساس للمصالح الدولية

> ماذا يحدث في المنطقة العربية؟

تحركات متنافرة للقوى المؤثرة في السياسة الدولية، لكن تلتقي على قاعدة السبق الدولي المحموم في المنطقة العربية، والهدف واحد عند كل الأطراف.

المنطقة العربية وثرواتها المختلفة ومنافعها الاستراتيجية وإن كانت أطرافًا متنافرة. وكل يسعى وراء مصالحه، لكن حماية أمن إسرائيل أولًا وأخيرًا وضمان الطاقة النفطية لأوروبا وأميركا وحركة الملاحة الدولية هي الغاية الأبعد، وإن اختلفت أهداف وآليات الصراع بين القوى المتواجدة في المنطقة.

لكن واقع هذه المنطقة المتضررة من الحروب ليست في حسابات هذه القوى. هذه المنطقة التي دمرت الحروب بنيتها السياسية والاقتصادية ومنظومتها الاجتماعية والتنموية والتي كانت في الأصل جزء ممهد من لعبة دولية أنهكت المنطقة العربية بدءًا بفلسطين وحتى حروب اليوم ليست في أجندة الكبار. ولم تكن الحروب في بلداننا إلا عتبة أولى نحو هدف استراتيجي يتمثل في حماية المصالح الكبرى وما أمن إسرائيل إلا آليات أساسية لتحقيق هذا الهدف.

وما زالت الذاكرة التاريخية حية تختزن جذور الاهتمام بالمنطقة. وما الأشكال المتعاقبة عبر العقود الماضية إلا عنوانًا لم يغادر هذه الذاكرة. ولعل مشروع الشرق الأوسط الكبير مبتدأها، مرورًا بمشروع أبرهام والهرولة العربية، فيما يجري فرض الطوق الذي سيحاصر إيران وروسيا ابتداءً من الركن الغربي لشبه الجزيرة العربية مرورًا بدول الساحل الشرقي للخليج العربي وصولًا إلى حيفا، وغيرها من المشاريع الأخرى المختفية تحت ستار اقتصادي.

والقارئ المتابع يستطيع أن يقرأ مضمون هذا السعي بعد زيارة بايدن للمنطقة، وذلك من خلال البيانات المتتالية لهذه الزيارة. فقد غابت قضايا المنطقة العربية، فيما اشتد السعي نحو تعزيز أمن ومصالح إسرائيل.

وعندما نقلب أوراق التاريخ لا نستغرب ذلك، فالدول العربية كانت مطمعًا استراتيجيًا للدول الكبرى باختلاف شخوصها ومسمياتها عبر الأزمان السحيقة هو ذاته (المصالح الكبرى عبر المنافذ).

فقد ورثت أميركا الحضور البريطاني في البحر الأحمر في رعاية المصالح الغربية في الشرق الأوسط بعد حرب السويس. وأعلنت بريطانيا في ستينيات القرن الماضي سعيها للاستغناء عن القواعد الثابتة والتركيز على الجزر المحيطة بالمنطقة. وسارعت إسرائيل إلى تأسيس حضور عسكري لها في أريتريا عندما اقترب استقلال عدن الصديقة لجمال عبد الناصر واحتمال إغلاق باب المندب في وجه الحركة الإسرائيلية في باب المندب، واجتهدت بريطانيا مع قرب استقلال عدن في السعي إلى تدويل جزيرة ميون.

كما كان لروسيا القيصرية المطامع المبكرة في المياه الدافئة القريبة من المنطقة العربية والتي كانت تصفها بالمياه الدافئة.

يختلف التوقيت وتتعدد الآليات بل وتتغير وفقًا للواقع وتغادر شخوص وتأتي وجوه جديدة لكن الاستراتيجية الغربية لا تتغير.

هذه هي استراتيجية الدول الكبرى. وما إسرائيل إلا شوكة في صدر البلاد العربية وحارس أمين لهذه المصالح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى