الغالبية الصامتة في حضرموت

> الغالبية الصامتة تتحدث وتنتقد عبر ممثليها الذين نبعوا من أوساطها على غير النخب التي تنضوي في إطار ما عرف بالأحزاب والمكونات؛ وهنا أتحدث عن الناس غير المؤطرين أو الذين تتقاذفهم الأفكار السياسية والأهواء التي يحركها قادة مكونات حضرمية تهدف إلى تحقيق مكاسبها على حساب هذه الأغلبية في حضرموت.. إنهم البسطاء الذين يعانون الأمرين دون أن تحرك الحكومة وولاة الأمور بحضرموت ساكنًا، أثبت الشعراء الشعبيون خلال هذا الأسبوع من خلال المطالع السنوية في العنين بالقرب من القطن وفي شبام أن يعبروا ببساطة وعبر أبيات الشعر المرتجل وبكل وضوح بدون تورية أو رمزية، وقفزوا على كل ذلك وصبوا بأفواههم أروع الكلم الصادق، وعلنًا أمام ألوف من الحضور الذين صفقوا طويلًا؛ لأنهم تلقوا من المخاطب - الشاعر - غير ما سمعوه من تضليل إعلامي رسمي ومن لف لفه ومن الأحزاب والمكونات الذين يعترفون بوجود أزمة في التنمية والخدمات الضرورية؛ لكنهم يجدون لها أعذارًا ومبررات زائفة مضللة، فضلًا عن استخدامهم في بعض الأحايين وسائل لا تتوافق مع حقوق الإنسان عند مطالبته بالحقوق الأساسية بوسيلة تعبير احتجاجيه أو بالقلم أو الأفواه، فجاء الشعراء في هذين المطلعين والأسمار بالحديث عن الغالبية الصامتة بكل قوة، فكانوا أكثر وصول لهم من المكونات الحضرمية التي لا تمارس في مناشطها الاقتراب من المواطن، ما جعل بينه وبينهم بون شاسع، حتى فقد المصداقية وعرف أنهم ظاهرة صوتية لتحقيق مآرب وغايات خاصة، فكان الشعراء أمام الناس صادقون؛ لأنهم عبروا عن الضمير الجمعي وخرقوا حاجز الخوف لدى البعض تناولوا جوع الناس، تناولوا وبنقد ساخر المجلس الرئاسي، انتقدوا الحكومة والوزراء والمسؤولين، تناولوا الفساد والمحسوبية والواسطة، تناولوا التلاعب بقوت الناس والتلاعب بأسعار العملة، انتقدوا الكهرباء وعدم إيجاد حلول سريعة .. تناولوا الكثير وانتقدوا أكثر الدولة اليمنية الشرعية وكذلك دول التحالف.. قالوها صراحة أيضًا عن حضرموت وما يتم من تلاعب بها وتفكيك نسيجها الاجتماعي وصمت النخب السياسية والمثقفة ورجال السياسية الذين يعتقدون أنهم كذلك.. الشعراء دورهم يفوق كل الأحزاب والتنظيمات والمكونات سيما الحضرمية إذ لا يوجد عدد شبيه بهذه الأطر في أي محافظة جنوبية كانت أو شمالية سوى عندنا في حضرموت.. الشعراء الشعبيون قالوها بكل صراحة وقدموا تحليلًا منطقيًا للأوضاع و مآلاته وما الذي سوف يحصل قريبًا إن لم يطرأ أي تحسن ولو نسبي فالشعب جائع ولا يهمه الموت، فهو يموت كل يوم وقد تثور ثائرته في أي ساعة وهو ما قاله الشعراء.. فلن تستطيعوا حينها إيقافه بما تمتلكون من أجهزة أو رجال أغبياء لا يجيدون إلا استخدام السلاح لتفريق المظلومين.. هكذا كانت مطالع العنين وشبام السنوية مؤتمرات حضرمية خالصة لم تقصِ أحدًا، اجتمع فيه كل الفئات والشرائح حول قادة هم شعراء برنامجهم وسلاحهم، الكلمة الصادقة المعبرة وداعميهم هم الحضور من الناس.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى