الله نور السموات والأرض

> لقد وصف الله تعالى نفسه في الفرقان بـ"نور السموات والأرض"؛ وبالتحديد في سورة سماها "النور". إن هذه الآية المباركة لا تُعَرِّف الله تعالى لنا؛ بل تعرفنا أثره فينا وفي حياتنا. وإنه تعالى قد أنار الوجود بأكمله، بحيث يكون كل شيء فيه واضحًا مشهودًا غير خفي.

فالنور يعني المحبة والسلام، السعادة والرخاء، الأمل والتفاؤل، التعاضد والتعاون، العدل والإيثار.

هنا يجب أن نقف عند كل موقف نواجهه، وعند اقتفائنا لكل أثر في طريق الحياة؛ لنلمس الضياء المكنون فيه؛ ونقتفي سِمة ذلك النور الإلهي الأبدي باطمئنان وسرور.

سوف أركز حديثي عن تلك الخطب الدينية والمواعظ التي يقدمها الوعَّاظ أو الدعاة على كافة المنابر الواقعية منها أو الافتراضية

سؤالي هنا:

• ما مدى "النور" الذي تشاهدون في الخطب الدينية لهؤلاء الوعاظ؟

• لماذا أصبح الحزن والخوف واللعنة مادة سائغة للمتاجرين باسم الدين؟

• هل ساعدك أحدهم على التميّز في حياتك؟

• هل قدموا لك النصائح بتطوير مواهبك ومهاراتك وتوسعة مداركك؟

• اسأل نفسك هل تشعر بعد كل خطبة بأنك متفاءل في الحياة؟

• هل تشعر بعدها أنك تحب الله أكثر وترجع لبيتك وأنت مليء بالنشاط والرغبة في تنوير مجتمعك وخدمة البشرية؟

• هل تشعر بالرغبة في نشر المحبة والسلام والتسامح بين الناس؟

• يا ترى كيف تنظر إلى الآخر المختلف عنك دينًا ومذهبًا وعِرقًا وفكرًا ورأيًا؟

• لماذا تكون الدعوة حزينة وتختم بطلب اللعنة والموت للآخرين؟

إن العقل هو ما يميزنا عن بقية الموجودات فهو أغلى ما نملك، ويجب أن يبقى منيرًا بنور العلم والفضل والكمال ونشطًا متحررًا من العادات والتقاليد والخرافات لأنه آلة الروح ووسيلة قوتها.

يجب البحث عن نورانية الله بعيدًا عن نعرات التعصب الجاهلي، وما يبث روح الكراهية والبغضاء، ويثير التعصب القبلي المقيت المظلم في النفوس، فعالمنا اليوم بحاجة لنور المحبة والتعاون والعطاء والتشجيع للانفتاح نحو المجتمع والتعرف على الآخرين وإبعاد فكرة (أنا والغريب) عن العقول وفي الممارسات اليومية.

فإن كان هدف الوعَّاظ هو تقدم المجتمع؛ فالأولى بهم أن يطوروا العقول، بدلًا عن تجميدها في حقبة زمنية قديمة قد تجاوزت ألف سنة وهم يغلقون باب التحرر والتجدد الفكري بعبارة "كل جديد بدعة وضلالة"، وتكبيل قدرات الناس وحجزها بمقولة: ”ليس في الإمكان أحسن مما كان" فمن طبيعة الزمن هو التغير ومن سمات العقل الانفتاح، كما أن المجتمع توَّاق إلى التطور والارتقاء.

وإن كانت غايتهم النجاة من نار الآخرة، عليهم ألَّا يحرقوا قلوب الناس في الدنيا؛ بل أن يسعوا لخلق الجنة على الأرض، فما الدنيا إلا مرآة الآخرة، فكلما وسَّعنا دائرة الخير والتعايش والسلام سيختفي ظلام الشرور والفتن والفساد.

ودمتم سالمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى