الحياة مضمار للخدمة

> > وليس ميدان سباق، ولسنا في مسابقة، فالكل متقدم ولا أحد يتأخر، والدليل أن هذا المضمار ليس له "خط النهاية".

فلكلٍ منَّا مساره الخاص، وزمنه الخاص ، وطريقه الذي يتناسب مع قدراته ومواهبه، و رزقه المادي والمعنوي الذي كُتب له

بهذه الرؤية علينا أن نتوقف عن الركض التنافسي، وأن ننظر للأمام لكي لا نحيد عن مسارنا المستقيم في مضمار خدمة مجتمعنا وطريق بنائه فنمضي سويًا، لأنه طريق طويل ويحتاج المرافقة.

هذا الطريق الجماعي الذي تتنوع فيه الإقدامات بإختلاف الخطوات والاحتياجات، هو طريقنا المشترك نحو الله تعالى.

نحتاج فيه أن نسير معًا بكامل سلامنا وسلامتنا وأماننا، فالخدمة هي ممارسة روحانية في مضمار الحياة، والأرواح لا تحكمها دائرة الزمان والمكان الضيقة ومنزهة عن الدخول و الخروج والتنحي جانبًا لإثبات السرعة والتقدم كما في حلبة السباق فقط.

تحكم رحمة الله ولطفه العميم وتأييداته في تقدمنا نحوه وتغييرنا للأفضل، كما وصفه السيد عباس أفندي في إحدى كتاباته بهذا المثل البليغ: "عندما تُلقى قطعة من الحديد في أتون النار، تختفي خصائصها المعدنية من سواد و برودة و صلابة، و هي التي تمثل صفات عالم الانسان.

في الوقت الذي تتجلى فيه بوضوح الصفات المميزة للنار من احمرار و حرارة و سيولة، والتي ترمز إلى فضائل الملكوت، إذًا عليكم في هذا الشأن و هو "خدمة البشرية" بأن تضحوا بأرواحكم، و بينما تهبون أنفسكم أن افرحوا و استبشروا".

ويبقى حافزنا المشترك الذي يدفعنا بقوة للأمام أن الله عز وجل سوف يكلل أعمالنا ومجهوداتنا بإكليل قبوله ورضائه .

ودمتم سالمين .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى