​يا عيسي ..!

> محمد العولقي

> * يخسر المنتخب .. تقيم الدنيا ولا تقعدها وتعلق الخسارة على شماعة رئيس اتحاد الكرة الشيخ أحمد العيسي .. يفوز
المنتخب يخرج للفوز ألف أب كلهم من بنات افكارك .. و لا تنسبه لأهل الفضل .. و هنا الفضل يمكن اختزاله كله في العيسي دون غيره.
 
* هذه الفكرة ليست من بنات الساعة ، لكنها دقت رأسي بعنف، بعد فوز منتخب اليمن على منتخب الإمارات في بطولة كأس العرب للشباب ، فهل فعلا هذا هو واقع الإعلام .. تهويل عند الهزيمة .. و تهوين عند الانتصار؟ .. هل فعلا أفقنا النقدي أضيق من سم الإبرة .. نجلد العيسي عند الخسارة ونبخسه حقه عند الفوز بالغنيمة؟

* لست هنا مستعدا لأن أكون منافقا أو متلونا ، في اليوم الحلو مع أحمد العيسي أرفعه إلى سابع سماء .. وفي اليوم المر ضده أخسف به إلى قاع الأرض ، لن أكون مطبلا للعيسي لمجرد فوز ، مثلما لا يمكن تجريده من كل صفاته لمجرد خسارة.

* وعليه يظل اختلافي - و ليس خلافي مع العيسي - اختلافا في الرؤى وفي الطريقة التي يدار بها عمل الاتحاد ، فليس بيني و بين العيسي خلاف على قطعة أرض في القمر ، ولا تنافس حزبي (مسيس) ، لكنه يظل  اختلافا في وجهات النظر ، يفترض أن يرتقي إلى درجة لا تفسد للود قضية.

* عودة إلى بدء .. لا يمكن أن نمتدح العيسي لمجرد فوز تحقق هنا أو هناك و إن حمل طابع بيضة الديك ، فكيف ننسب الفوز أو الخسارة لرجل واحد ونتجاهل دور العمل المؤسسي؟

* والمعنى الذي خرج من بطني كما يلي : انتقادي للعيسي لا يتوقف على خسارة مباراة ، أو ربح أخرى ، إنه انتقاد منظومة عمل لا تدور إلا وفقا وأهواء شخصية ذات طابع (مشخصن) ، فهل يعني أن فوز منتخب الشباب على الإمارات ، جاء ترجمة لعمل إداري منظم يدار بدقة الساعات السويسرية؟ .. هل جاء الفوز مكافأة لتخطيط مسبق؟ .. أم أنه جاء بفضل مواهب لم تدخل بعد مرحلة الفوارق؟

* إذا كنا نريد أن نرى وجه الاتحاد الحقيقي في مرآة العمل الإداري ، فما علينا سوى مشاهدة المنتخب الأول لأنه فعلا يجسد لنا كل علل وعاهات وأمراض الإدارة الكروية وجاهلية مسابقاتنا الداخلية.

* فئة الشباب مثلها مثل فئة الناشئين تأتي المهارات الفطرية أولا ثم يأتي دور المدرب الذي يوظف قدرات وفنيات ومرونة اللاعبين ، ثم إن التناسق الجسماني والبدني ، يتطابقان في فئة الشباب مع كل المنتخبات ، لهذا تكاد الفوارق التكتيكية تتلاشى وتبقى الكلمة الأخيرة للمواهب الفطرية التي تصنع الفارق.

* لست هنا أمارس تكسيرا لمجاديف اتحاد الكرة ومصادرة الفرحة التي صنعها منتخب الشباب بأدائه الكبير أمام الأردن قبل أن يبلغ قمة الإبهار أمام الإمارات لكنني أضع هنا الفواصل بين منتخب أول نتائجه محصلة لفكر إداري عقيم ومنتخب شباب نتاج محصلة مواهب لاعبين وذكاء مدرب في توظيفهم.

* وفي بلد مواهبه الصغيرة هكذا أخضر من الله ، لا مطر ولا شيء ، يمكنك أن تلعب الند للند ، مع جميع المنتخبات العربية لأسباب سيكولوجية وفسيولوجية ، يعرفها من تعامل مع علم الوراثة وقوانين مندل ، لكن الأمر يختلف مع المنتخب الأول، فهو مربط الفرس والمقياس الحقيقي لتطور الإدارة من عدمها.

* نعم يا شيخ أحمد ليس هناك أفضل من الصراحة ، لأن فيها راحة ، و وفقا وهذا المفهوم أجدني ألفت نظرك للمرة المليون :
كل علل المنتخب الأول تجسيد لسوء الإدارة .. تجسيد لضيق أفق الرؤية الغائمة كحال طقسنا السياسي .. تجسيد لقلة الوعي الثقافي الذي يخلق ارتجاجا في عمل اللجان .. تجسيد لضعف قراءة متطلبات الإدارة المحترفة .. تجسيد لأمية مسابقاتنا الداخلية .. تجسيد لعبث أعضاء دخلوا الاتحاد العام من نافذة الوساطة .. هذا صاحبي .. وهذا من شيعتي .. و ذاك نور عيني .. تجسيد لنفوذ الفرد على مصلحة سمعة البلاد والعباد.

* أنظر حواليك يا شيخ الكرة ، واعطنا عضواً فقط ، قدم لك يوما برنامجا متكاملا لعلاج أمراض الإدارة المزمنة؟ .. أعطنا برنامجا فنيا واحدا تكرمت به الإدارة المترهلة يخرج المسابقات المحلية من شرنقة العك ، والعك المضاد إلى رحاب مسابقاتي مبتكر يرفع ترمومتر الأداء ويكون في عون اللاعب الدولي.

* أعطنا تقريرا واحدا برع فيه حميد شيباني ، ووضع من خلاله النقاط فوق وتحت حروف الأمانة المتكاملة الخالية ، من نرجسية وأطماع النفس الأمارة بالسوء .. ألتفت خلفك وأعطنا رئيس لجنة ، شخص لك علمياً وعملياً ، معاناة المنتخب الاول من ارتجال وفوضى وبهذلة ما يعلم بها إلا ربنا؟

* حرك رأسك جنوباً وشمالاً وأعطنا عضواً في مجلسك (فاتح عين) يمكنك أن تستأمنه على حاضر ومستقبل الكرة اليمنية؟
للأسف يا شيخ أحمد (إناء الاتحاد ينضح بما فيه) فمن حواليك أدمنوا (حاضر مرحبا)، يهزون رؤوسهم على طريقة يونس شلبي في مسرحية العيال كبرت ،لا يناقشون ،لا يتكلمون .. وإذا حدثت المعجزة ، يسألك أحدهم : يا شيخ كيف دخلت هذه الطاولة قاعة الاجتماعات الصغيرة؟ .. مليون مرة تقول لنا : لنبدأ صفحة جديدة ، وعهداً جديداً ، قائماً على الندية ، وليس التبعية ، ثم نكتشف أن التكرار لا يعلم الشطار ، فما إن يخرج المنتخب الأول من حفرة حتى يسقط في دحديرة.

* بصراحة يا شيخ أحمد وبحق العيش والملح : مشكلتك في الموالين لك ، ومن تعتقد أنهم فرسانك .. مشكلتك أنك تدلل ، و تحتضن بقايا سقط المتاع رغم أنك تعلم أنهم قوم ينطبق عليهم وصف سعد زغلول باشا (ما فيش فائدة يا صفية) ، رغم أن  الكفاءآت الفنية والإدارية تملأ البلد .. لكنك تظل متقوقعاً في دائرة أعضاء منهكين فكرياً خذلوك قبل أن يخذلوا وطنهم.

* دعك يا شيخ من نتائج البراعم والناشئين والشباب ، فهي نتائج وقتية تذهب مع الريح ، لا تشفع أو تفيد في التصنيف الدولي و القاري ، فالإمتحان الحقيقي لك ، ولبقية الأعضاء الخاملين قاعة المنتخب الأول ، هنا فقط يكرم المرء أو يهان ، ومن دون أمانة ، تحارب النفس التي لا تقنع والبطن التي لا تشبع ، لا يمكنك خلق إدارة محترفة تعالج أمراض وأوجاع المنتخب الأول.

* أدري يا شيخ أحمد أن كلامي ثقيل على قلبك ، وأدري الآن أنك تقرأ هذا الكلام ومجلسك محاط بالواشين ، الذين لا هم لهم سوى بطونهم مقابل التجسس على المقالات النقدية وممارسة مواويل القيل والقال ، لقد كتبت هذا التوضيح حتى لا يقال أن النقاد لا يمتطون صهوة جواد النقد إلا عند الهزيمة، ولله الأمر من قبل ومن بعد..!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى