​في ذكرى تحرير الجنوب السابعة.. استقلاله الثاني هدف جنوبي لا رجعة عنه

>
استهلال:

أأظهر أم أخفي الذي بي من السقم؟

وكم أدفع الأيام بالصبر والحلم

أعلل نفسي بالأماني تجلدا

وأوهمها أن النزاهة في العدم

صبرت على الأحداث حتى أذينني

وحتى انتهت سكينهن إلى العظم

ولم يلق مخلوق من الدهر مثل ما

لقيت من الأرزاء والجور في الحكم"1".

 حقًا لقد نجح ما يمكن أن نسميه صحفيا "اللوبي اليمني " في شل الحياة العامة ولربما الخاصة وعلى كافة الصعد، وهذا ليس محض اتهام عابر، بل أنه توصيف متى ما دققنا فيه وأمعنا ليس النظر وحسب فيه، وإنما تأملناه مليا وبموضوعية سياسية نستطيع من مطابقة هذا التوصيف على كثير من الأمور والقضايا التي يضج بها الجنوب، وهنا يقفز إلى البال والخاطر الجنوبي المتعب والمنهك جدا سؤال استيضاحي عن ماهية هذا 'اللوبي اليمني" وماهي القوى التي تمثله أو هي التي تمثله؟!!! وهنا لا يوجد أي فارق أو أدنى اختلاف فيه أو عليه.

نعم.. "اللوبي اليمني" وأقصد به القوى اليمنية الفاعلة شمالا منذ أمد بعيد جدا يرجع إلى حكم الأئمة ومعهم الجمهوريون باختلاف أحزابهم وتياراتهم إلى مكونات اليوم بما فيهم الحوثيون، وكل المراهنين على بقاء الوحدة اليمنية الفاشلة، بما فيهم تلك النخب المحسوبة على جناح  اليسار، وهؤلاء كما ندرك جميعًا هم الفاعلون في المشهد الجنوبي الراهن وعلى مدى الثلاثة عقود ونيف الماضية رهانا يستميتون فيه لبقاء الجنوب تحت سيطرتهم، وقد تجلت هذه المراهنة والاستماتة عمليا في سنوات ما بعد تحرير الجنوب التي نعيش ذكراها السابعة هذه الأيام وذلك من خلال اتباع  سياسة المراوغة والهروب من استحقاقات مرحلة التحرير بخلق العوائق والعراقيل المختلفة بحرمان الجنوبيين وفرض العقاب الجماعي عليهم وهي سياسات فاشلة ومكشوفة مازلنا نكابد منها حتى اللحظة للأسف الشديد.

من المفيد جدًا طرح مصطلح "اللوبي اليمني " للبحث والنقاش وفتح مغاليقه للرأي العام العربي وخاصة لإخوتنا في دول التحالف العربي غير إني أرى أن الاستغراق في شرح هذا المصطلح سيفضي بنا إلى مادة تنظيرية بحته وسيبعد هذه السطور عن بغيتها الصحفية التي لابد لها وأن تصل بدرجة رئيسة إلى قارئها أينما كان، فالمعاناة التي يرسم لها ويخطط جهابذة التفكير المتعنت والمتصلب فاقت كل حد وكل تصور، وقد سبق وكانت لنا إشارات في هذا الاتجاه ولكن كما يبدو أن المعني برفع هذه المعاناة عن الجنوبيين لم يأخذ إشاراتنا تلك مأخذ الجد والاهتمام كما هو متوقع ومأمول منه، والمعني هنا بالتأكيد ليس دول التحالف العربي "السعودية والإمارات" كما قد يتبادر إلى ذهن البعض على الرغم من أن لهما النصيب الأكبر في ذلك، ولكن المعني الرئيس بهذه المهمة النضالية هو المجلس الانتقالي الجنوبي المفوض من قبل شعب الجنوب لتمثيله والتحدث باسمه وحقيقة لا مبرر بصمته المطبق في هكذا شأن حتى الآن.

وللأمانة في القول والكتابة أقول إنني سمعت مثلما سمع غيري أن المجلس الانتقالي عازم على حسم الأمور وأنه قادر أن يتمثل مطالب شعب الجنوب وأن شراكته الجديدة ومشاركته في المجلس الرئاسي اليمني ماهي إلا خطوات مؤقتة لمرحلة مؤقتة خاصة بعد أن فرض المجلس نفسه على الخارطة السياسية الجديدة وضمن مشاورات الحل السياسي في اليمن، ولقد تابعت عدة تغريدات ومنشورات تتحدث في هذا الأمر من قيادات بارزة في المجلس، وذلك كله يضع المجلس الانتقالي الجنوبي في ممرات عبور آمنة حسب تصور تلك القيادات المخولة بهكذا تصريحات والتي من المؤلم جدا أنها غدت شريكة تلك النخب اليمنية و"لوبيها" العفن الماكر والخبيث في إطالة أمد معاناة شعب الجنوب، ولم تفهم مثل هذه القيادات بعد أن النضال الجنوبي قضية ترفض التغريد خارج السرب فشعب الجنوب شعب جبار وله تجاربه المشرقة والمشرفة في هكذا نضال تحرري ومرتبط أولا وأخيرا بخلاصه النهائي والتام من الاحتلال اليمني جملة وتفصيلا، ولا شيء سيحول بينه وبين تحقيق الاستقلال الثاني مهما طال به المسار، وللانتقالي قيادة واعية لابد لها من تصحيح مسار وقوام هيئاته من الشواذ الذين لا يجيدون غير تنميق الكلام وتمييع القضايا وأولوياتها في هذه المرحلة، وينبغي لهذه القيادة أن ترفد هيئات الانتقالي في المركز والفروع وفي الجمعية الوطنية بمن هم أجدر وأقدر على مواصلة النضال بشرف وبعيدًا عن السقوط الأخلاقي للمجلس الانتقالي الجنوبي أمام شعب الجنوب الحر الأبي، فهذا لا ولن يغفره لها التاريخ أبدا.

خاتمة:

أنا فرد النهي وسيد المعالي

وحسام الكفاح يوم الكفاح

أنا مفتاح قفل كل نوال

يوم يغدو الندي بلا مفتاح

أنا كالجد في الأمور إذا ما

كان غيري فيهن مثل المزاح "2"    
 
هامش:

الاستهلاك"1" والخاتمة"2" من قصيدة للشاعر العربي تميم بن المعز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى