لماذا تعاقب عدن بإغلاق المصفاة والمستشفى والمول

>
منذ أكثر من عقدين من الزمن وهناك من يسعى جاهدا لاجهاض الحياة الطبيعية ويعرقل عجلة التنمية والنهضة ويشل الحركة الاقتصادية الحقيقية ويلحق الضرر في البنية التحتية ويحاول بشتى الوسائل تغيير ملامح مدينة عدن ويشوه وجهها الجميل، أكثر من ربع قرن وعدن هونج كونج الشرق دُرة بحر العرب وخليج عدن تنحدر للأسفل وتغرق في وحل الأزمات والصراعات والحروب.

في عدن مرافق ثلاثة غاية في الاهمية والحيوية والتاثير الاجتماعي هي وهج في المدينة وعنوان للحياة المستقرة والمزدهرة، هي من أبرز المعالم الاقتصادية والاجتماعية والخدمية لعدن وغيرها من محافظات الجنوب، تم تعطيلها وإيقاف العمل فيها دون مبرر، فمصافي عدن  الأقدم والأشهر في المنطقة رمز النهضة والتطور الاقتصادي تم تعطيلها وإخماد شعلتها وأهلها ينظرون إليها باتِّكالية ولامبالاة وتفريط بالواجب الوطني تجاه مقدرات المدينة التجارية، ميراث الآباء والأجداد ونصيب الأبناء والأحفاد ،  ظل الشعب صامتا لاينطق، جامدا لايتحرك، فاترا لايحس بتبعات توقف شعلة مصافي عدن وخروجها عن الخدمة وبطالة مقنعة لكادرها الوظيفي الفني المحترف والماهر وتحويله إلى عاطل عن العمل يستلم الفتات كمتسول .

الثاني مستشفى عدن العام صرح طبي هو الأحدث والأكبر والأفخم في المنطقة أغلقت أبوابه والمرضى وأطباء الجراحة في غرف العمليات يجرون الجراحة والتوليد للعديد من الحوامل ليتم اخراجهن ونقلهن إلى مستشفى الصداقة عنوة ثم يغلق المستشفى لسنوات بكل تجهيزاته ومعداته ويشتت طاقمها الوظيفي بكامله بين البطالة والهجرة والعمل الخاص، والشعب لم يحرك ساكنا انطلت عليه المبررات والأعذار ، دفنت النُخب العدنية بكل تكويناتها رأسها في الرمل وجرَّت خلفها ثوب المهانة والصغار تعتصر مصارينها عصرا في أسواق الطب وعروضه الدعائية عبر إعلانات الطب التجارية باهض الثمن.

والثالث مجمع عدن مول التجاري والسياحي والترفيهي الأكبر والأفخم في عدن والمنطقة أكبر مساحة تجتمع فيها التجارة والسياحة والترفيه معا، أُغلق في وجوه المواطنين لسنوات وهو مجهز بكل الاحتياجات التشغيلية للمراكز التجارية وحرمت عدن وأهلها من الاستمتاع بقضاء أجمل الأوقات بين التسوق والتنزه والترفيه وفتحت عن يمينه وشماله بديلا عنه الكثير من الميني مولات المصغرة هنا وهناك لتعشعش الخفافيش والكلاب والغربان في أروقته ليلًا ونهارًا .

 حرمت عدن لسنوات ولازالت محرومة من أبرز معالمها الاقتصادية والاجتماعية والخدمية دون مبرر لتبقى حبيسة الخوف والأزمات والمشاكل المتنوعة والمتجددة توقفت المصافي  وأُغلق المستشفى وتعطل عدن مول، عوامل الجذب الاستثماري ورموز الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني بفعل فاعل وبقصد مسبوق لتبقى عدن مغلقة كتعبير عن الخوف والاضطراب والقلق الأمني المزعوم بل المفروض عليها فرضا، فبمجرد فتح الأبواب وتشغيل المصفاة لتزود عدن ومحافظات الجنوب بالوقود وتوفر احتياجات المصانع والمزارع والورش يبعث ذلك على استقرار الأوضاع العامة وتطبيع الحياة، وحيث أن فتح  مستشفى عدن العام وقد استكمل كل التجهيزات وإعلانه استقبال المرضى من عدن ومحافظات الجنوب يوفر الأمن الصحي والاستغناء عن السفر إلى الخارج وتحمل المواطنين تكاليف العلاج الباهضة هنا أو هناك ، وإن فتح مركز عدن مول التجاري وتوافد الناس اليه يؤكد وجود الاستقرار الأمني والتحسن المعيشي والسكينة العامة في البلاد .

لقد سئمت الناس في عدن حياة الكآبة والتوتر الشامل في كل مناحي الحياة،  وآن الأوان لأن تنقشع هذه الغمة عن كاهل المواطنين وآن الأوان لهم أن ينعموا بخيرات بلادهم ويعيشوا بأمان واستقرار ورخاء وإنهم يترقبون بفارغ الصبر إعادة تشغيل مصافي عدن  ومستشفى عدن ومركز عدن مول التجاري حينها ستتأكد لنا عودة الحياة في عدن إلى طبيعتها وتتبدد أوهام التوتر الأمني والخوف المزروع في عدن وتظهر حقيقة عدن مدينة السلام بأنها كانت تحت الهيمنة والتعطيل القسري المستبد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى