سياسي: جماعة الحوثي في حاجة الهدنة لاستكمال أجندتها

> "الأيام" غرفة الأخبار

> ​قالت مصادر سياسية مطلعة لـ”العرب” إن التحرك العماني لمنع انهيار الهدنة يأتي جراء فشل الرهانات الأممية في دفع الحكومة المعترف بها دوليا للموافقة على حزمة الاشتراطات الحوثية الجديدة، وهو الأمر الذي اصطدم برفض مجلس القيادة الرئاسي الالتقاء بالمبعوث الأممي خلال زيارته إلى عدن، وإبلاغه عن طريق وزير الخارجية في الحكومة اليمنية عدم استعداد الشرعية لتقديم أيّ تنازلات جديدة أو التفاوض على بنود مستحدثة في الهدنة قبل انصياع الحوثيين لبنود الهدنة الأساسية.

وتتضمن مطالب الهدنة فتح الطرقات في مدينة تعز ودفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرة الحوثي عبر إيرادات ميناء الحديدة الذي كشفت إحصائية لبرنامج الأغذية العالمي في اليمن أن كمية الوقود التي وصلت إليه خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الهدنة تفوق الكمية التي وصلت إلى الميناء خلال العام الماضي بالكامل.

وفي تصريح لـ”العرب” عزا الباحث السياسي اليمني ياسر اليافعي زيادة وتيرة الحراك الدولي حول اليمن إلى اقتراب نهاية الهدنة وسعي المجتمع الدولي والإقليم لتمديدها، في ظل استمرار تعنت ميليشيا الحوثي وتهديدها المستمر برفض التمديد، بهدف تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية وعسكرية إضافية.

وقال “جاءت زيارة الوفد العماني إلى صنعاء لإقناع ميليشيا الحوثي بالقبول بالهدنة، خاصة وأن الميليشيا وضعت شروطا تعجيزية منها الاستحواذ على إيرادات المحافظات المحررة تحت عذر دفع رواتب الموظفين في المناطق التي تخضع لسيطرتها”.

وتابع اليافعي “تقابل ميليشيا الحوثي جهود الوساطة بالمزيد من التصعيد من خلال استمرار تحشيد المقاتلين، وتنظيم العروض العسكرية بهدف إظهار عدم رغبتها في تمديد الهدنة للحصول على مكاسب جديدة، ولكن في الواقع الميليشيا هي في حاجة إلى الهدنة في هذه المرحلة لامتصاص الرغبة الدولية في إنهاء الحرب في اليمن والاستعداد لمرحلة استكمال أجندتها للسيطرة على كل البلاد”.

ويتزامن التعنت الحوثي على المسار السياسي مع مؤشرات على مضي الجماعة قدما في التحشيد والتعبئة لشن جولة جديدة من الحرب باتجاه مناطق تعز ومأرب والساحل الغربي التي سجل الحوثيون فيها العدد الأكبر من خروقات الهدنة، بحسب تقارير صادرة عن الجيش اليمني والقوات المشتركة في الساحل الغربي.

وحول فرص تمديد الهدنة في ظل استمرار حالة التعبئة والحشد الحوثية قال الباحث العسكري اليمني العقيد وضاح العوبلي في تصريح لـ”العرب” إن فرص تمديد الهدنة واردة، مع رغبة الحوثيين في استثمار التوجه والمزاج الإقليمي والدولي الداعم للهدنة لممارسة ابتزازهم المعهود، وهو ما يفسر وفقا للعوبلي موافقتهم المبدئية على التمديد، بالتوازي مع إرسال رسائل القوة عبر تخريج الدفعات العسكرية التي يختارون توقيت بثها بعناية، بحيث تكون متزامنة مع زيارات المبعوث الأممي أو بالتزامن مع الجهود الرامية لتجديد الهدنة وتمديد.ها

وتابع “استعراض القوة هذا هو للتعبئة واستحضار ظروف الحرب وإعلان الجهوزية من جهة، ومن جهة أخرى هو للابتزاز الذي يمكّنهم من تحقيق أعلى نسبة من المكاسب السياسية التي يمكن للجماعة تسويقها اعلامياً كانتصار سياسي ودبلوماسي”.

وحول استعداد الحكومة الشرعية لخيار الحرب في حال انهيار الهدنة، قال العوبلي “على الرغم من توجه الشرعية للسلام، إلا أن المؤشرات العسكرية أيضاً تبدو جيدة، وهناك استعدادات جارية على قدم وساق لإعادة تأهيل عدد من الوحدات والكتائب في عدد من المناطق العسكرية وتدريبها، فضلاً عن المؤشرات والمعطيات المشجعة عن مستوى التفاهم والانسجام، وانخفاض حدة الخلافات والتباينات بين أجنحة وأطراف الشرعية، وهذا بدوره سينعكس إيجاباً على الأداء العسكري لهذه القوى مجتمعة خلال أيّ تصعيد عسكري قادم، وأستطيع الجزم أن قادم المعركة إن انهارت الهدنة سيختلف تماماً عمّا كان خلال الأعوام الماضية”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى