صدامات ومدرعات.. معلمون يواجهون حماية قصر معاشيق

> عدن "الأيام" خاص

>
  • مؤيدون: الحكومة من أوصلتنا لإغلاق المدارس وهي وراء تدمر المجتمع
  • رافضون: على التحالف دعم جبهة التعليم مثلما يدعم الجبهات بالسلاح
  •  أولياء أمور: نشعر بأيدي خفية تهدف لتدمير الجيل وتجهيله
> نظمت نقابة المعلمين الجنوبين أمس الثلاثاء وقفة احتجاجية واسعة أمام قصر معاشيق حيث مقر مجلس القيادة الرئاسي والحكومة المعترف بها دوليا في إطار برنامج تصعيدي للمطالبة بحقوق التربويين والمعلميين في الجنوب.


وشهدت الوقفة صدامات محدودة بين المعلمين وجنود من حراسة المجمع الرئاسي الواقع في حي صيرة بكريتر حيث ردد المعلمون شعارات مناوئة للحكومة تعبر عن غضبهم فيما حاولوا منع مرور سيارات المسؤولين التي كانت داخله إلى معاشيق.


والتقط مراسلو "الأيام" صورا لبعض المعلمين مفترشين الأرض أمام مدرعات الأمن المتمركزة في محيط المقر الرئاسي فيما بدت إحدى المدرعات تحاول السير فوق المعلمين وتم سحب أحد المدرسين ويدعي فهيمم الكازمي من تحت المدرعة.


وأطلق جنود آخرون الأعيرة النارية في الهواء لتفريق المعلمين المعتصمين، وذكر مراسلو "الأيام" بأن مندوبون من المكتب الرئاسي وصولوا للمعتصمين وطلبوا اختيار ثلاثة منهم للصعود إلى مبنى الرئاسة لمقابلة د.يحي الشعيبي مدير مكتب رئاسة الجمهورية لكن ذلك قوبل برفض قيادة النقابة الجنوبية.

وأجرت"الأيام" على هامش تغطيتها لاحتجاج المعلمين لقاءات مختلفة في ساحة الإعتصام و مع الرافضين لإغلاق المدارس بسبب إضراب المعلمين.


رئيس الدائرة الإعلامية في النقابة الجنوبية جمال مسعود قال "وقفتنا امتداد لاحتجاجنا ورفضنا للتسويف والمماطلة والوعود الكاذبة من قبل الحكومة".

وأضاف:"تنازلت النقابة أكثر من أربع مرات، نُضرب ونعود للعمل لصالح أولياء الأمور والطلاب، وللأسف الحكومة انتهجت منهج المماطلة، علاوتنا أُقرت وتم مماطلتنا بأعذار واهية ليس لها مبرر وآخر ما يفكر فيه السياسيين هو موضوع معالجة قضايا الناس وهذا الحال نحن مجبرون عليه، فنحن نرفض الإضراب رفضا قاطعا لكننا نُجبر من قبل الحكومة التي لا تستجيب لمطالبنا".

وقفة الاحتجاج للمعلمين أمام معاشيق
وقفة الاحتجاج للمعلمين أمام معاشيق

كما تحدث رئيس نقابة المعلمين والتربويين في العاصمة عدن ياسر فرحان إن إعلان الإضراب معني به جميع المدارس لإغلاق أبوابها وتوقيف التعليم حتى تصرف مستحقاتنا وعلاوتنا منذ عام 2014 والتي لم تعد تشبع حاجتنا وأسرنا حد تعبيره.

وتحدث مدير مدرسة الجلاء للتعليم الأساسي أكرم الحريري مؤيدا للإضراب بإعتباره حق مشروع لكل موظف حكومي يعاني من الاضطهاد أو لنهب الحقوق والعلاوات والترقيات وغيرها من الأسباب حسب وصفه.

وتطرق الحريري إلى إيجابيات الإضراب قائلا بأنه وسيلة ضغط على السلطة والحكومة لإعطاء المعلمين والتربويين حقوقهم من علاوات وتسويات وهيكلة أجور، إضافة إلى أنه سيجعل المعلم قادرًا أن يعيش حياة حرة كريمة مثله مثل بقية فئات المجتمع التي تتنمر اليوم على المعلم.
أكرم الحريري
أكرم الحريري


وعن سلبيات الإضراب قال"هي كثيرة منها عامل مساعد على تجهيل وهدم الجيل، وهذا بالتأكيد ما نرفضه جميعا، ولكن إن أتينا إلى الحق فمن الذي أوصل المعلم للتفكير بالإضراب و إغلاق المدارس إنها الحكومات المتعاقبة، والتساهل وإعطاء الفرص من قِبل النقابة نفسها للأسف لتلك الحكومات والسلطات المتعاقبة، فكيف للمعلم ذوالأربعة أطفال أو حتى الطفل الواحد أن يعيش حياة كريمة براتب زهيد، خمسون ألفًا عند البعض ولايتعدى الثمانون ألفاً عند البعض الآخر في الأغلب".

وفي المقابل هناك شريحة كبيرة تعارض إجراءات نقابة المعلمين الجنوبيين، مديرة مدرسة القادسية حنان عمر التي شاركت في الاحتجاج قالت في تعليقات لـ"الأيام" إنها لن تنفذ دعوة الإضراب وستفتح أبوب المدرسة أمام الطلاب موضحة إن تواجدها مع المحتجين هو لتقديم رسالة إلى للمجلس الرئاسي والحكومة والتحالف العربي للنظر بالأوضاع المعيشية التي تحيط بنا وقد أصبحت غاية في الصعوبة وأصبحنا على حافة المجاعة.

وأضافت "لا يتناسب الراتب مع الحياة المعيشية وغلاء الأسعار اليوم، فراتب المعلمين لا يمكنه حتى توفير (الراشن) الكافي لشهر لأسرة من 5 أفراد، فكيف نطالب المعلم أن يغرس العلم والمعرفة وحب الوطن والكرامة في نفوس الطلاب والمعلم يموت جوعاً".


وتحدثت عن الصعوبات التي تواجه المعلم وقالت "نحن كمعلمين نعمل على شراء القرطاسية والأقلام، فإدارة التربية لا تصرف أي مستلزمات قرطاسية إلى جانب ارتفاع أسعار المواصلات".

ووجهت رسالتها للتحالف العربي قائلة "ادعموا المعلمين والتعليم كما تدعمون الجبهات وتمدون العسكر بالسلاح والذخيرة، ادعموا جبهة التعليم فالتعليم في خطر".


كما يلقى الإضراب بضلاله على أولياء وأسر الطلاب بين مؤيد ورافض والأخيرين يرون في نتيجة الإضراب هو تسكع أبنائهم الطلاب في الطرقات ومحلات الإنترنت والمتنزهات والأسواق.

يقول سالم الكثيري ولي أمر لطالبتين إحداهن في الصف الثالث ثانوي والأخرى في الصف التاسع من مرحلة التعليم الأساسي"لا أعرف إلى أي مدى توصِلنا حكاية الإضرابات، إلى تعطيل العملية الدراسية في كل بداية موسم دراسي. نشعر بأن وراء القضية أيدي خفية تهدف إلى تدمير الجيل وتجهيله، أكثر مما هو عليه".

وأضاف منتقدا المعلمين"اتقوا الله فينا مش ناقصين بلاوي فوق بلاوينا، التعليم حائط الصد الوحيد الذي باقي لنا عشان نحافظ على أولادنا، وعلى قيم مجتمعنا، لم يعد هناك أخلاق ولا قيم ولامبادئ في المجتمع، اتركوا الناس تعلم أولادها وخلوا حساباتكم الضيقة بعيدة عن أبنائنا".
سالم الكثيري
سالم الكثيري


وقال معلمون أخرون مؤيدون للإضراب موجهين حديثهم بشكل عام"ضعوا انفسكم محل المعلم قبل سن السكاكين وحمل السياط على المعلم لتفكيره بالاضراب، كنا نظن إن المجتمع سينصف المعلم ويقف معه مطالبا بحقه من حكومة نهبت الجميع معلما وطبيبا ومهندسا وموظف وكل فئات المجتمع سلبتها الحكومة أبسط حقوقهم في العيش الكريم، المعلم صبر وتحمل وانتظر وأعطى الفرص ولكن ثم استغلاله واستغبائه من الحكومة مرات ومرات".

مبارك سالمين الشاعر والناقد والأكاديمي ورئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، قال إغلاق المدارس وضع خاطئ في الوقت الخاطئ، وأضاف:"بالتأكيد لأن مهنة التدريس ليست وظيفة عادية أنما هي رسالة وخلق يجب أن يتحلى به المعلم".
مبارك سالمين
مبارك سالمين


أما مديرة مدرسة الروضة بالقلوعة إيمان زبيدي ترفض الإضراب وتبنت حملة العودة للمدارس قائلة :"النقابة الجنوبية فقدت ثقة الكثير من المعلمين والتربويين في عدن وهناك عشرات المدارس لم تعلن الأضراب وستفتح أبوابها أمام طلابها للعام الدراسي 2022-2022 ".


مواطنة أخرى تدعى أم محمد وهي أم لأربعة أبناء قالت "بالله لما يضرب المعلم فين يروح الطلاب سيتجهون إلى الشارع للعبث بعقولهم، أوقفوا الإضراب وخلوا الطلاب يتعلموا يكفي أجيال ضائعة".

وأضافت بكثير من اللوم قائلة أنه في صنعاء المدرسين يستلمون نصف راتب ومع هذا لم يتم إغلاق المدارس، مضيفة "جميعنا نعيش حالة واحدة مُرة وليس المدرسين فقط كلنا مطحونين بهذا الغلاء. المدرسون في عدن يعملون على تعطيل التعليم وهم يتسلمون مرتباتهم بشكل دوري كل شهر".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى