هي "الأيام"..

> اليوم تحل علينا ذكرى مرور 64 عاما من صدور صحيفة "الأيام" في 8 أغسطس 1958م، ومنذ ذلك الوقت لعبت دورا كبيرا في تبني قضايا الوطن والجنوب تحديدا، برفع مظالم الجنوبيين لاستعادة حقوقهم، فكان اختيارها الوقوف معهم وايقاظ الرأي العام.

ولم تكن "الأيام" الجريدة والموقف غير شمعة تحترق لتضيء في نفوس أبناء الجنوب لإيصال صوته المغيَّب قسرا، حيث في ذاكرتها وذاكرة الجنوبيين موجة اغتيال في تعامل سلطات الشمال على الإنسان والأرض في الجنوب بعد انتصاره في حرب 1994م كان له أثر ومترتبات كبيرة في نفوس أبناء المحافظات الجنوبية، وبسبب مواقفها المشرفة مع الشارع الجنوبي كانت عنوان انطلاق الحراك الجنوبي السلمي بما سطرته من تضحيات حتى توقيفها بقوة السلاح لتكون واحدة من الشواهد الحية لواقع الجنوب طيلة مسيرة إصدارها الثاني.

لنقرأ نضالات حقبة الثلاثة العقود ومقارنته بأحداث اليوم الذي نحياه في ظل الظروف العصيبة التي يمر بها مواطنو هذا البلد تبقى "الأيام" مستمرة على نفس النهج والمثل العليا التي اختطها مؤسسها الراحل محمد علي باشراحيل، بتحقيق إرادة الشعب في مصيره وترسيخ العدالة والسلام الاجتماعي.

64 عاما اخرجت "الأيام" أجيالا من الصحفيين وقدمت صحافة شعبية ليبرالية خالصة، فكانت جريدة كل القراء للأخبار والتحقيق الصحفي، كونت أسلوبا ومذاقا خاصا بين الناس جعلها صحافة الشعب، وحازت مرتبة رفيعة من بين الصحف نظير انتشارها وتداولها بين مختلف شرائح المجتمع ونالت جمهورا واسعا، وعلى الرغم من تأثرها كسائر الصحف الورقية في مختلف العالم بانتشار فضاء الانترنت بالمنصات الالكترونية، وكذا استمرار الحرب والأوضاع الاقتصادية وكلفتها الطباعية، لكن تظل "الأيام" لها متعتها ومذاقها، وهي بمثابة المطالعة الحقيقية وإنارة العقل وليست الإثارة التي سرعان ما تنسى.

وبفضل من الله كان لي شرف الانضمام لأسرة "الأيام" في العام 2002م ومنذ ذلك المدة بدأت مشواري في عالم الصحافة مع هذه المدرسة الصحفية العريقة التي تعلمت منها أمانة الكلمة وصدق القول وثبات المبدأ.

ستظل "الأيام" هي "الأيام" المنبر الحُر، تعبر عن تطلعات الشعب ونصرة قضاياه التي لن تفرط بها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى