​الجنوبيون ذاكرتهم حية لن تموت وتجربتهم مأساوية معكم يا هؤلاء

>
لم يتعلم البعض كما يبدو من دروس التاريخ وعبره القريبة والبعيدة، ويواصلون نهجهم وسياستهم العدوانية التدميرية ضد الجنوب ومشروعه الوطني وإن اختلفت الوسائل وتبدلت الأساليب وفقاً للمتغيرات، ويواصلون كذلك ارتكاب الجرائم بحق أهله بأشكال وصور شتى وباسم (الوحدة) التي يدعون بأنها مازالت حية ولم تشبع موتاً، وبأنهم يدافعون عنها من (انفصال) الجنوب.

ولذلك، فإننا نخشى من أن يستثمروا الوقت واستغلال التوافقات التي نتج عنها تحالف الضرورة المؤقت وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي لتنفيذ أجندتهم التآمرية على الجنوب وهناك مؤشرات كثيرة على ذلك مع الأسف، وهم بذلك يتناسون أن للجنوبيين ذاكرة حية وتجربة مرة ومأساوية معهم، وأصبحت لديهم خبرة واسعة في كيف تمارس عليهم سياسة التقية السياسية المتأصلة في سلوكهم وتعاملهم الدائم مع الجنوب والجنوبيين، ولم يعد مفيداً لهم لبس الأقنعة الملونة وتوزيع الأدوار فيما بينهم بذكاء ومكر وخداع حتى يتمكنوا من الانقضاض على قضية الجنوب في اللحظة المناسبة كما يخططون، وكأن الجنوب في حالة موت سريري ولا يقوى على المقاومة والدفاع عن حقوقه الوطنية والانتصار لخياره الثابت والمتمثل باستعادة دولته الوطنية الجنوبية كاملة السيادة على أرضه، لتصون كرامته الوطنية وتضمن له ممارسته لحريته وخياراته الوطنية دون أن ينازعه أحد في حقه الأصيل هذا.

لهذا فإن من يسعون لاستغلال تواجدهم اليوم في عدن عاصمة الجنوب  التي اتخذوا منها مقرا لممارسة سلطات المرحلة الانتقالية المؤقتة بالشراكة مع الجنوب وبموافقة جنوبية مدركة لطبيعة الظروف المحيطة وبموقف ينشد هزيمة الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانيا ومساعدة القوى المناهضة له بالتحرك نحو هذا الهدف سلما أو حربا، أما أن يستغلوا ذلك وعلى خلاف المتفق عليه ويسعون اليوم للملمة أوراقهم المبعثرة وصفوفهم التي مزقها الحوثيين وداسوا كرامتهم وفرقتهم أيضا مصالحهم المختلفة وتعدد انتماءاتهم وأهدافهم؛ ولا توحدهم غير أطماعهم بالجنوب وثرواته وهي أساس منطلقهم وبوصلة تحركاتهم الفعلية.

إنهم بمثل هكذا نشاط إنما يلعبون بالنار ويسيئون التقدير للجنوب وأهله ويتجاهلون ردة فعله الغاضبة وعلى أكثر من صعيد إذا ما واصلوا سلوكهم هذا، ويثبتون أيضا جهلهم كذلك بطبيعة الأوضاع القائمة المتحركة على الساحة عموما، ويضيّعون على أنفسهم فرصة تواجدهم المؤقت في الجنوب حتى يتمكنوا وبمساعدة الجنوبيين ودعمهم لهم بما هو ممكن ومتاح في معركتهم لتحرير الشمال أن كانوا فعلاً جادين وصادقين في ذلك.

أما إذا كان الهدف هو التمكن من الجنوب وعاصمته عدن فعليهم التيقن بأن هذا لن يتحقق، لأن الجنوب قد حدد خياره وهدفه ودفع وما زال يدفع ثمن ذلك غاليا وعليهم مراجعة حساباتهم جيدا وأن يعيدوا قراءة المشهد السياسي وبعين الواقع ومعطياته التي تنبض بالحياة؛ وبأن الرهان على حالة التجاذبات السياسية المؤقتة القائمة بين الجنوبيين فسيتم تجاوزها قريباً بإذن الله ولن تفيدهم وستخيب أمالهم؛ ولن يفيدهم أيضاً المال  السياسي أوالرشوة السياسية  المتعددة الأوجه التي يعتقدون بأنها سلاحهم الفتاك في هذه الظروف؛ لأن وعي الجنوبيين وقياداتهم الوطنية والسياسية مدركة لذلك ويعلمون بأن المال قد أستخدم وسيستخدم في الحرب ضدهم وسيفشلون بيقظتهم كل الطرق التي يتم إتباعها لاختراق صفوفهم وبأنهم عند مستوى التحدي وطنياً وسياسيا وتاريخيا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى