الغرور القاتل للقوى اليمنية بكل شرائحها

> مشكلة كل الشماليين أنهم اعتقدوا أن الجنوب حق لهم، وأن الأرض تبعهم، من أملاك أجدادهم وكلهم بدون استثناء كل القوى السياسية اليسارية واليمينية والقبلية والقوى الدينية زيدية على سنية شافعية وحتى المواطنين العاديين يسيرون خلف زعاماتهم ومعصوبي الأعين وتجبروا بعد أن حصلوا ما يريدوا بعد حرب عام 94 م وهذا المأزق الذي وقعوا فيه ويكابرون حتى الآن على الرغم مما حصل من ماسي وتدمير وانهيار الدولة وتشتت المجتمع في أصقاع الأرض.

السبب أننا في الجنوب عاطفيين زايد على اللزوم وطيبين حتى الثمالة، ونقدم الضيوف على أنفسنا حتى من أتى إلينا أثناء حكم الحزب الاشتراكي إلى الجنوب كنا نقدمه على أنفسنا في كل شيء ونضعه فوق رؤوسنا ولكن بعد الوحدة عرفنا أنهم لم يفرقوا كثيرا عن مواطنيهم في الشمال وزعمائهم القبليين بل كانوا أشد تصلب ضد الجنوب حتى أنهم لم يعترفوا بأن الجنوب كان كيان مستقل وعندما طلبنا منهم إدراج مهمة تصحيح مسار الوحدة ضمن مهام الحزب الاشتراكي اتهمونا بالنزعة الانفصالية وأننا أصحاب مشاريع صغيرة ونسوا أنهم عندما وصل بعضهم إلى عدن غبر شعث مكنّاهم من ترتيب وضعهم في أحسن وضع وقدمناهم على مواطني الجنوب في كل شيء.

طبعا هناك جنوبيون عملوا معهم وشغلوهم في بث روح الانهزامية مقابل بعض الفتات ولكن في نهاية المطاف اعتبروهم خدام بالأجرة وباستطاعتهم استبدالهم بآخرين وهكذا دواليك ولكنهم قلة لا يمثلون إلا أنفسهم.

لم يتعظ الشماليون عندما تحرك شعب الجنوب كمارد عملاق وأعلن للعالم أنه يريد أن يستعيد كرامته باستعادة دولته وسلك طريق حضاري وهو التظاهر السلمي وهي اللغة التي يفهمها العالم وكان رد فعل النظام في صنعاء وكل القوى السياسية والقبلية والدينية مدمر ووظف كل آلاته القمعية للضرب بيد من حديد وحاول استغلال الوضع بإلصاق تهمة القاعدة بهذا الحراك عبر دس عناصره فيه وعبر التقطعات لمواطنين شماليين لاناقة لهم ولاجمل بهدف ضرب النسيج الاجتماعي وتجييش أبناء الشمال ضد الجنوب وعمل فوق ما كان يعمله الاستعمار من سياسة فرق تسد مستخدما كل عناصره الجنوبية داخل المجتمع الجنوبي حتى أن الرئيس ذاته ذهب إلى محافظتي أبين ولحج لكي يضرب مبدأ التصالح والتسامح الجنوبي وتذكيرهم بأحداث يناير المؤلمة ولكن وجد اعتراض مباشر من قبل الحاضرين وذكروه بانه الرئيس الذي يفترض أن يحافظ على اللُحمة الوطنية لا أن يأتي للتحريض بين المناطق الجنوبية حتى أنه استقر في عدن ليصرف ما يقارب 1200 سيارة وآلاف القطع من الأراضي وملايين من الريالات والعديد من الوظائف ليستميل الجنوبيين إلى صفه، لكنه فشل في الوصول إلى هدفه لأن كل جنوبي عرف الدرس ولن يتكرر مره اخرى.

في كل غزو للجنوب نجد أن بعض الذي نعتبرهم جزءً منّا وعاشوا بيننا من الشماليين في الأحياء وشاركونا كل شيء ينظمون إلى جحافل الغزو يعتلون أسطح المنازل ليوجهوا بنادقهم ضد سكان الأحياء ويتحولون إلى ضباط استطلاع للقوة المهاجمة وهذا ناتج عن التعبئة الخاطئة التي تقوم بها كل القوى السياسية اليمنية دون استثناء ضد الجنوب وهذا تكرر في مدن جنوبية أخرى وهنا تكمن المأساة التي يحب أن نضع حدّ لها.

خلال فترة الحرب ضد الحوثي الذي سُلمت له صنعاء من قبل كل القوى السياسية والقبلية والدينية اليمنية لم يقتنصوا الفرصة لاستعادة شرعية دولتهم ولكن كل ما عملوه هو أنهم جمدوا المسار الشمالي الذي قادته الشرعية نحو صنعاء وسلموا له الجبهات وتحولوا باتجاه عدن والمحافظات الجنوبية للسيطرة عليها بينما المسار الجنوبي للحرب توجه لتحرير باب المندب وحتى الوصول إلى الحديدة بنجاح تام وهكذا تمكن الحوثي من التموضع على أرض الجمهورية العربية اليمنية وأصبح رقم صعب بسبب تخاذل الشرعية التي يسيطر عليها حزب الإخوان المسلمين واليوم ينازعوا الجنوبيين على أرضهم ومستميتين وبشراسة يريدون طرد أبنا الجنوب من أرضهم بينما مدنهم وبلادهم يسيطر عليها الحوثي وهكذا يريدوا العالم والإقليم يساعدهم في ذلك والا سيتجهون للتسليم للحوثي ومع الأسف أضاعوا البوصلة ولن يجدوا أحد يقف معهم فليذهبوا إلى الحوثي ويتركوا أرض الجنوب وثرواته لأبنائه.

نحن في الجنوب لا يجب أن نستنقص من أن لدينا قلوب طيبة وعاطفيين وسنظل هكذا لأنها سجايا محمودة ولكن علينا عدم التفريط في حقنا وحق أجيالنا القادمة في البقاء، وسنظل على طريق استعادة كرامتنا، واليوم لابد من توحيد الصف لكي نستعيد حقوقنا كاملة دون نقصان

على الشماليين إعادة النظر فيما ذهبوا إليه من غرور وتجبر لأن ليس لهم أي حق في أرض الجنوب.

وإن توحدنا معهم ولكن بالأخير هم من أفشل الوحدة وعليهم العودة إلى ديارهم والنظر حول العلاقة المستقبلية بين الدولتين التي لن تكون إلا لمصلحة الأمن والاستقرار في المنطقة والشعبين وكل شعوب الجزيرة والخليج والأمن العالمي.

نامل أن تعيد القوى السياسية الشمالية النظر في سياسة التحريض الجهوي الذي لا يخدم مستقبل العلاقة بين الشعبين والدولتين و يفترض أن تبنى على احترام المصالح لكل منهما وإعادة الأمن والاستقرار لينعم فيها الجميع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى