هل نحن فاعلون؟

> لا تشكل المواجهات الجنوبية إلا تعميقا لجراح الماضي وخلخلة النسيج الاجتماعي بصورة لا يمكن البناء عليها لمستقبل الجنوب الذي يعيش منذ زمن بعيد تحت واقع المعاناة رغم أن بمقدور قواه الحية تجاوز ذلك من منظور ما يمثل تقاربها من نجاح على صعيد الشق السياسي الذي يعد محور الخروج من شرنقة الواقع المرير.

للأسف لم تشكل كل التحديات وصور المعاناة الاجتماعية التي يعيشها شعبنا خيارًا للمضي باتجاهات مصالحات أو توافقات يتمخض عنها ميثاق شرف جنوبي يمنع الاستئثار بالسلطة مستقبلا ويجيب على الكثير من الأسئلة، وهو ما جعل الخطوات بهذا الاتجاه لا تحقق ما ينبغي إنجازه.. نعم واقع الحال تكتنفه صعوبات واقع لا يمكن إنكاره إلا أن الحال ليس متعذرا، فهناك عوامل مشتركة لدى قوى شعبنا ونضالاتها على مدى عقود خلت، هناك نقاط يمكنها أن تكون رافدا يغذي المسارات السياسية الداخلية للجنوب وتعزز وحدتنا الداخلية وتمنع المواجهات التي تحدث جراء هذا الفراغ الذي لم يحدث على صعيده اختراق نوعي وفق معطيات الوضع الراهن، الأمر الذي تم استغلاله بطرق مختلفة وتوظيفه بالاتجاه الذي يفاقم من مشكلاتنا.

سمعنا عن اتجاهات على هذا الصعيد وكان قد بدأها عميد الأحرار الجنوبيين الأستاذ أحمد عمر المرقشي باتجاه منع أي مواجهات جنوبية، وظل يشير إلى مؤشرات النجاح على هذا الجانب آملا أن تتكاتف الجهود باتجاه تلك الأولوية في نطاق الحوار الجنوبي إلا أن الأمور ظلت تراوح في مكانها للأسف.

مازالت التوافقات الجنوبية هي الطريق الممكنة نحو تحقيق نجاحات ملحوظة للجنوبيين على الجانب السياسي وهي المفصلية التي تواجهها مساعٍ كبيرة من قبل الأطراف الأخرى التي تخشى نتائج أي مصالحات جنوبية أن تخلق تحولا نوعيا في مسارات تخدم نضالات شعبنا.

ما أحوجنا اليوم لبعث الأمل في ظل خطوات نوعية تعزز لحمتنا الداخلية وتتجاوز الماضي بكل آلامه من منظور تاريخنا المليء بمآثر الآباء والأجداد المتجاوز للجهوية والمناطقية، فرسم آفاق مستقبل شعبنا مرهون بقدر من التوافقات النابعة من أعماقنا، فالجنوب هو عنوان عزتنا وكرامتنا ومستقبل أجيالنا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى