​لا تاريخ للجنوب مع الإرهاب

>
وفق معطيات عقود من الزمن، فإن منطقتنا الجنوبية الواقعة على أهم الممرات المائية التي تمر عبرها الجزء الأكبر من احتياجات العالم النفطية، لم تكن تعرف أي حواضن للإرهاب حتى في ظل الحرب الباردة إذ حرصت السلطات حينها على عدم إعطاء الفرصة لاستقلال تلك الممرات لكن الحال تبدل بصورة عاصفة بعد عام 1990، وتم استقلال الأوضاع الداخلية للجنوب بكل ما صاحبتها من فوضى وإظهار الجنوب كما لو أنه حاضن للخلايا الإرهابية في حين إن الأمر جدا مختلف، فالتوظيف السياسي للإرهاب اقتضى تحميل الجنوب تبعيات ذلك رغم أن ما يحدث دخيل تماما على ثقافتنا، وبحكم السيطرة التامة على وسائل الإعلام استطاعت تلك الأجندة تحقيق غايتها وتشويه صورة الجنوب وجني مكاسب سياسية على حساب قضية شعبنا حتى أن الغرب كان يقدم دعما لمحاربة الإرهاب إلى الدوائر التي تمارس نفس النشاط الإرهابي.

إزاء ما سلف ظل شعبنا يقدم قصيته للعالم دون يأس رغم الحصار الإعلامي والتظليل الكبير الذي يجري تسويقه عبر الإعلام الرسمي ومعظم الفضائيات التي بدت أكثر تعاطيًا مع تلك الأصوات.

شهدت ساحتنا عددًا كبيرًا من الأعمال الإرهابية التي تبين في الأصل أن لا صلة لها بالفكر العقائدي مطلقًا وإن ارتدت عباءته فكل الدلائل ظلت تشير بكل وضوح إلى التوظيف السياسي للإرهاب حتى أن الكثير من الحروب التي قيل إنها تستهدفه تبين أن معظمها مسرحيات هزيلة.

هكذا مضت عجلة الإرهاب في الجنوب باستهداف شعبنا بكل الطرق التي تعطي انطباعا للعالم بأننا أحد مكامن الخطر المهدد لأمن العالم.

في حين أن الحقائق أخذت تتكشف تباعا بعد أن امتلك الجنوب قدرات على هذا الصعيد بمساندة الحلفاء، تكمن أهمية التعاطي الراهنة في الأولويات التي تستدعي تصفية الجنوب من معاقله التي زرعت عنوة لبعث الفوضى الداخلية وحالة عدم الاستقرار، كل تلك البور ظلت ومازالت تمارس نشاطها تحت ذرائع كثيرة، وهي حين تشعر بعمق الخطر أو أنها لم تعد قادرة على البقاء في كنف الدولة لتمارس ما كانت تقوم به، فتعود للحديث عن الدولة والشرعية أو هكذا تدغدغ مشاعر البسطاء في مسعى منها للاستمرار في إفشال أي توجهات جادة نحو بناء الدولة.

هل ما تشهده الساحة العالمية من تحولات واضطرابات وتحالفات تأتي على ما ترسخت لدى العالم من مفاهيم خاطئة عن الإرهاب في منطقتنا؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى