​أهالي النيل الأزرق في السودان يبحثون عن سلام ينهي الحرب القبلية

> الخرطوم«الأيام» العرب اللندنية:

> صراع قبلي من أجل السيطرة على مصادر المياه والأراضي الخصبة.

تعيش ولاية النيل الأزرق في السودان على وقع اشتباكات قبلية أوقعت العشرات من القتلى والجرحى لتعيد إلى الأذهان الصراعات الإثنية والقبلية التي عاشها البلد في العقود الماضية.

وتزيد هذه الاشتباكات في تردي الأوضاع في السودان الذي يعيش على وقع أزمة سياسية منذ سيطرة العسكر على السلطة في 25 أكتوبر الماضي.

وأصبح أيوب هارون كغيره من عشرات الآلاف من السودانيين، مقيما في مخيم للنازحين في ولاية النيل الأزرق بعدما أُحرق منزله وقُتل عدد من أفراد عائلته نتيجة اشتباكات قبلية.

وأدى إلى تشريد هؤلاء المدنيين، اقتتال بين قبيلتي الهوسا من جهة والبرتا والمتحالفين معها من جهة أخرى اندلع في ولاية النيل الأزرق في 11 يوليو واستمر لأسبوع واحد. وتفيد الأرقام الرسمية بأن هذه المواجهات أسفرت عن سقوط 105 قتلى وعشرات الجرحى.

القبائل المتناحرة تبادلت الاتهامات ببدء العنف والقتال واتهم كل طرف منها الحكومة بمساندة الطرف الآخر

وتبادلت القبائل المتناحرة الاتهامات ببدء العنف واتهم كل طرف منها الحكومة بمساندة الطرف الآخر. ومن جهتها، ذكرت الأمم المتحدة أن 31 ألف شخص نزحوا من منازلهم بولاية النيل الأزرق والمناطق المجاورة.

وقال هارون المزارع الذي ينتمي إلى قبيلة الهوسا من داخل مدرسة تحولت إلى ملجأ للنازحين في مدينة الدمازين عاصمة ولاية النيل الأزرق، كان إطلاق النار متواصلا لعدة أيام وبصورة مستمرة يوميا.

 وأضاف قتل أخي وابن عمي وأُحرق بيتي وأغلب منازل عائلتي.

وأثارت هذه الاشتباكات القبلية غضب أفراد الهوسا والتابعين لها في أنحاء البلاد، وعمت بعض الولايات احتجاجات تطالب بالعدالة للذين قتلوا في الاشتباكات، بينما خرجت مسيرات أخرى تناهض القبلية وتدعو إلى الوحدة بين كل مكونات السودان.

كما كشفت حالة انعدام الأمن التي أصبحت واضحة بعد الانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان في العام الماضي.

وقال الجيلي عبدالله من قبيلة الهمج المتحالفة مع البرتا لم يكن أمامنا خيار آخر سوى الدفاع عن أرضنا.

 وأضاف أن بيوتنا أحرقت وانهارت على الأرض وانتشر الدمار في كل مكان وقتل العديد من الناس.

وفي نهاية الشهر الماضي، اتفق زعماء القبيلتين على وقف الأعمال العدائية بينهما حتى التوصل إلى مصالحة كاملة.

خط أحمر

واندلعت اشتباكات الشهر الماضي بسبب توتر مستمر منذ وقت طويل بين القبائل. وعادة ما ينجم هذا التوتر عن نزاعات حول الأراضي والمياه، الموردان الرئيسيان للزراعة والرعي والنشاطان الرئيسيان في هذه المناطق.

وأكد قيادي من الهوسا في وقت سابق أن العنف بدأ عندما طلبت قبيلته تشكيل سلطة محلية تشرف على استخدام الأراضي. لكن عبدالعزيز النور القيادي الآخر في القبيلة نفسها نفى أي نية لربط الإدارة الأهلية بقضية الأرض، موضحا نريد إدارة أهلية لشؤون القبيلة وسط المجتمعات الأخرى.

وقال العبيد أبوشوتال القيادي القبلي على جانب البرتا، إن أراضي ولاية النيل الأزرق خط أحمر بالنسبة إلينا وهي ملك فقط للسكان الأصليين للمنطقة.

ولا تعتبر البرتا قبيلة الهوسا من السكان الأصليين للمنطقة.

وتعتبر الهوسا قبائل أفريقية مسلمة وتنتشر في بلدان مثل نيجيريا والنيجر وساحل العاج والسنغال ونشاطها الرئيسي هو الزراعة وتاريخ هجرة بعض أفرادها إلى السودان غير معروف.

ويتحدث هؤلاء لغة الهوسا ويقدر عددهم بنحو ثلاثة ملايين شخص وينتشرون في النيل الأزرق جنوب البلاد وإقليم دارفور غرب البلاد وفي ولايتي الجزيرة وسنار وسط البلاد وفي كسلا والقضارف في الشرق.

وأشارت مجموعة الأزمات الدولية في 2013 إلى أن تقارير تفيد ببدء وصول الهوسا إلى السودان في 1920 واستقرار العدد الأكبر منهم في النيل الأزرق في 1940 في إطار بحثهم عن مراع لأبقارهم.

وقالت باحثة من المنطقة طلبت عدم كشف هويتها على مدى سنوات أصبح للهوسا نفوذ اقتصادي في المنطقة لمهاراتهم في الزراعة على ضفتي النيل الأزرق.

وأضافت الباحثة أنه تحت حكم الرئيس السابق عمر البشير والذي امتد لثلاثة عقود ظل الهوسا بعيدين عن التمرد المسلح الذي كان يقاتل الحكومة في النيل الأزرق.

آمال في المصالحة

ووقع المتمردون في 2020 اتفاق سلام مع الحكومة الانتقالية التي تولت السلطة عقب الإطاحة بالبشير وسط آمال في وقف القتال بجميع أرجاء البلاد. وبعد نشوب الاشتباكات تعالت أصوات تطالب بتجميد اتفاق جوبا للسلام.

وقال أبوشوتال:لم يجلب اتفاق جوبا أي سلام لنا.

ودفعت هذه الاشتباكات القبلية السلطات إلى فرض حظر تجول ليلي في المدن الرئيسية بالولاية. كما تنتشر قوات الدعم السريع شبه العسكرية في شوارع الدمازين.

وما زالت بعض المحلات التجارية في سوق المدينة مغلقة، كما تظهر آثار الدمار جلية في المدينة بسبب الاشتباكات.

وقال صاحب أحد محلات البقالة في السابق كان السوق يعمل بكثافة لكن الآن تراجع العمل بصورة كبيرة.

من جهته، يقول هارون نريد فقط أن تعود الأشياء إلى ما كانت عليه سابقا، معبرا بذلك عن أمل السكان في عودة الهدوء.أما سيدة إبراهيم وهي من قبيلة الفونج المتحالفة مع البرتا، فهي تأمل في تحقيق المصالحة.

 وقالت كنا نعيش في وئام طوال حياتنا لا نعرف لماذا حدث هذا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى