هاشم عبد الرزاق الوحصي لـ «الأيام» :تجربتي مع التلال مريرة وأفكر بإحراق كل الوثائق الرياضية

> حاوره / ناصر الناصوري

>
* ضيفنا اليوم يعتبر كمبيوتر الاعلام الرياضي وهو بحق (أرشيف الرياضة اليمنية) ، وما تجده في أرشيفه الخاص من وثائق رياضية لن تجدها لا في وزارة الشباب والرياضة ولا في اتحاد الكرة ولا في أي اتحاد لأي لعبة رياضية إنه الموسوعة الرياضية اليمنية الإعلامي المخضرم (الأستاذ هاشم عبد الرزاق الوحصي) الذي يعاني منذ فترة من (وعكة صحية) ألزمته الفراش.

 * صحيفة"الأيام" كعادتها سباقة ، حيث قمنا بزيارته إلى منزله لأننا وجدناها فرصة للغوص في أعماق تاريخه الرياضي الطويل الذي يمتد لأكثر من نصف قرن من الزمان .. لن أطيل عليكم .. وأدعوكم إلى متابعة الحوار الذي أجريناه معه :


(1) أستاذ هاشم حدثنا عن بداياتك؟

- البداية في المدرسة المتوسطة بكريتر (حالياً ثانوية لطفي جعفر أمان) حيث أصدرت مجلة حائطية إسمها (الشعلة) كنت من خلالها أنتقد السلبيات والأخطاء التي يرتكبها بعض الشباب، وكذا الكتابة حول الأنشطة المدرسية والرياضية وبعدها
بدأت بمراسلة صحيفتي :"الأيام" و(فتاة الجزيرة) ، وهذه كانت البداية.

(2) من ساعدك وشجعك في بداياتك؟

- الأستاذ عبد الحفيظ المعمري (محرر صفحة الهواة في صحيفة فتاة الجزيرة) حينها، هو من كان يشجعني ويحثني على بذل المزيد من الجهد والاستمرار في الكتابة الصحفية.


(3) متى بدأت تتخصص في الإعلام الرياضي؟

- بعد الاستقلال الوطني في نوفمبر 1967 كنت أراسل صحيفتي (الراية) التابعة للقوات المسلحة ، وصحيفة (14أكتوبر) وقد شجعني الأستاذان : محمد عبدالله فارع وطه حيدر ، وكنت أرغب بعد تخرجي من الجامعة ، في أن أتوظف في صحيفة (14 أكتوبر) ، ولكني لم أوفق في  ذلك ، وحالفني التوفيق في التوظف في الزراعة (قسم الإحصاء والتدقيق) .. وهذا أفادني فيما بعد في توثيق الأحداث الرياضية في بلادنا.

(4) متى بدأت في مراسلة الصحف والمجلات العربية؟

- وأنا في الزراعة ، أرسلت إلى دولة الكويت الشقيقة ، حيث بدأت أبحث هناك عن مكاتب المجلات الرياضية ، ووجدت مكتب مجلة (الرياضة والجمال) السورية ، فقابلت رئيس تحريرها الدكتور صبري القباني ، وهو أيضاً بالمناسبة رئيس تحرير مجلة طبيبك المعروفة ، واتفقت معه على أن أكون مراسلاً للمجلة في جنوب الوطن واستمررت معه لفترة من دون أي مقابل مادي ، حيث كنت (أتكعف) قيمة أجور الاتصالات والمراسلات ، فلم يعجبني الحال فانقطعت عن مراسلتهم وشاءت الأقدار أن سافرت إلى الإمارات ، وهناك اتفقت مع صحيفة (البيان) الإماراتية التي وافقت على أن أكون مراسلهم في الجنوب ، إلى أن جاءت الوحدة اليمنية ، فذهب إليهم زميل إعلامي من شمال الوطن وبطريقته الخاصة أخذ العمل بدلاً مني.


(5) حدثنا عن سبق صحفي حققته وتعتز به؟

- في بداية التقارب الرياضي بين الشطرين ، سافر منتخب الجنوب لكرة القدم إلى صنعاء ، وكان أن أرسلت حينها صحيفة (الرياضة) التابعة للمجلس الأعلى للرياضة ، والتي كان يرأس تحريرها الزميل العزيز محمد سعيد سالم ، أرسلت أحد الزملاء ليغطي هذا الحدث الرياضي بـ (صورة حصرية) لصحيفة (الرياضة)، وبالصدفة في تلك الفترة كنت أنا مسافراً إلى الحديدة ، ونسقت مع الزميل الأستاذ عيدروس عبد الرحمن ربنا يعطيه الصحة والعافية ، (وكنا معاً نشكل ثنائياً خطيراً) ، فقلت له سأذهب إلى صنعاء وسأغطي الحدث الرياضي لصحيفة 14 أكتوبر وخلينا الأمر طي الكتمان وفعلاً رحت صنعاء مع جهاز التسجيل الصغير ، حيث أجريت لقاءآت مع لاعبي المنتخب ومع المدربين ، وسلمت هذه المواد الصحفية لعيدروس الذي بكل سرية أرسلها إلى المطبعة لتفاجأ صفحة الرياضة بـ (صحيفة 14أكتوبر) بنشر رصد كامل للحدث الرياضي بين الشطرين ، فاعتقدوا أني (لطشت) مادة الزميل مراسل (صحيفة الرياضة) ، خاصة وأنه كانت صحيفة الرياضة تُطبع في مؤسسة (14أكتوبر) .. فقدموا بي شكوى ، واستدعاني الأستاذ المرحوم شكيب عوض، للتحقيق فأسمعته جهاز التسجيل الخاص بي والذي ضم لقاءآتي التي أجريتها مع اللاعبين ، فعرف أني حققت سبقاً صحفياً فأثنى علي كثيراً وشكرني.

(6) حدثنا عن (الكتب الرياضية) التي ألفتها والتي تم طبعها وتلك التي منتظرة للطباعة؟

- وكنت بهذا السؤال ، وكأني نكشت أو نكأت جرحاً في قلب الأستاذ هاشم ، فقام بفتح عدة حقائب ، ليريني عدة مسودات لكتب جاهزة ، ومنتظرة الطبع وقال لي بحرقة هل تصدق أنني أحيانا من شدة الإحباط أفكر بإحراقها .. وأضاف قائلاً : لم يُطبع لي سوى كتابين فقط هما التلال العميد ، وفارس القلعة (عن هداف العرب شرف محفوظ) .. وأمامك (1) هذه مسودة (التلال العميد المنقحة) والمضاف إليها معلومات جديدة تنتظر الطبع .. (2) الأخضر العدني (3) الوهج الأصفر (الشعلة) (4) نادي التنس العدني (5) نوال قاسم سيف (رائدة الحركة الأولمبية العربية) ، (6) تاريخ الكرة الطائرة ، (7) تاريخ رياضة الجنوب ، (8) تاريخ الكرة اليمنية (شمالاً وجنوباً).

(7) هل تواصلت مع إدارات الاندية والاتحادات الرياضية؟

- تجربتي في طباعة (كتاب التلال العميد) كانت مريرة ومتعبة جداً إذ ابتدأت بوعود الأخ محمد غالب أحمد الذي كان رئيساً للمجلس الأعلى للرياضة والرئيس الفخري لنادي التلال .. وبعد ذلك عرضته على الدكتورصالح باصرة ، الذي وافق على طباعته في الجامعة ، ليظل (حكراً على الجامعة) وأنا أريده للناس لتقرأه ، لا أن يكون (حبيس رفوف الجامعة)، فرفضت ، وبعد ذلك اقترحت الأمانه العامة للتلال أن يتم تشكيل لجنة لتأليف كتاب عن التلال برئاسة الأستاذ عبد الجبار سلام وأنا سكرتيراً ، وعضوية الأستاذ عوض بامدهف ، والأستاذ أحمد جبران .. وطبعاً إنسحبت من اللجنة ، فأنا عندي كتاب جاهز محتاج فقط للطبع.

(8) إذا لم يكن طبعه التلال فمن طبع كتابك بعد ذلك؟

- بفضل من الله .. ثم بفضل الكابتن التلالي الأصيل (وديع ثابت) الذي قال لي كم سيكلف الكتاب قلت له 100000، فسلمني المبلغ (كاش) ، وقال لي روح الآن اطبع الكتاب .. وهكذا تمت طباعة كتابي ، والحمد لله نجح في السوق وأعجب به الناس.

(9) ماذا أعطاك الإعلام الرياضي وماذا أخذ منك كابتن هاشم؟

- أعطاني حب واحترام الناس وأخذ مني صحتي وجهدي ووقتي.


(10) ما هي نصيحتك للإعلاميين الشباب؟

- أنصح إعلاميينا الشباب بأن يكونوا أمناء وصادقين في كتاباتهم ومحايدين ، وأصحاب قلم حر ، وأن يكتبوا بعقولهم ، لا بعواطفهم ، وأن يعمل كل واحد منهم أرشيفاً خاصاً به يوثق بواسطته جميع الأحداث الرياضية.

(11) بعد مشوارك الطويل هل تم تكريمك من الجهات المسئولة أو من الأندية الاهلية؟

- وهنا تحدث بحسرة وقال : "لم  تكرمني أي جهة مسؤولة لا وزارة الشباب والرياضة ولا الاتحاد العام لكرة القدم ، حتى نادي التلال الرياضي الذي كنت في أحد الأيام من ضمن أعضاء الإدارة لم يكرمني ، ولكن صحيفة"الأيام" كرمتني مشكورة عبر فقيد الصحافة (الأستاذ نجيب اليابلي) رحمه الله في عموده الموسوم (رجال في الذاكرة) ، كما كرمت من قبل نادي وحدة عدن عبر رئيسه الدكتور وسام معاوية ، وأنا أعتز بهذا التكريم .. هذا محلياً .. أما خارجياً فقد كرمت من رابطة الصحفين العرب التي منحتني (وساماً) نظير خدماتي الإعلامية .. وأنا فخور واعتز بهذا التكريم.


(13) أستاذنا القدير هاشم الكلمة الأخيرة لك؟

- أولاً أشكر صحيفة"الأيام" التي زارتني ، وأنا في مرضي ، وأشكرك أخي ناصر على إجراء هذا اللقاء معي ، وأشكر الأستاذ مختار محمد حسن الذي كلفك بإجراء هذا الحوار .. وعبر "الأيام" أشكر الأخوين : معمر الإرياني وزير الإعلام وأحمد صالح العيسي اللذين ساعداني وتكفلا بنفقات علاجي، كما أشكر رجل المواقف المشرفة الاستاذ معاذ الخميسي الذي يتواصل معي باستمرار ويذلل الصعاب التي تعترضني .. وشكراً للجميع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى