​محلل: أمريكا معترفة باستحالة الحسم العسكري وتتجه لوقف الحرب

> «الأيام» غرفة الأخبار :

>
قال الصحفي الجنوبي، صلاح السقلّدي، تعليقا على تصريحات المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينج، التي أطلقها مؤخرا بشأن الموقف الجديد لدول الخليج من الحرب في اليمن، "يؤكد أن موضوع الحسم العسكري في اليمن قد طُوي نهائيا".

وأشار السقلدي في مقال نُشر على صحيفة "رأي اليوم" إلى أن "الولايات المتحدة الأمريكية، عندما تقول على لسان مبعوثها إلى اليمن ” تيم ليندركينج" ” إن دول مجلس التعاون الخليجي تؤمن ألّا حل عسكري باليمن، إن الإدارة الأمريكية تعمل مع دول المجلس من أجل إرساء سلام دائم باليمن، يؤكد أن موضوع حسم الحرب عسكريا باليمن الذي كان يتوخاه التحالف (السعودية والإمارات) قد طوي أمره تماما، وأن الخارطة العسكرية التي شكلّـتها هذه الحرب على واقع الأرض بالشمال والجنوب خلال الثماني سنوات من عُـمر هذه الحرب هي مَـن سيحدّد ملامح وتفاصيل العملية السياسية القادمة وسترسم تضاريس الخارطة السياسية اليمنية، أكان يمنٌ فيدرالي أو يمنَـيين أو أكثر من يَـمن".

واستطرد: "فتصريحات المبعوث الأمريكي لم تُـرم على عواهنها، فهي تُـعبّـر عن رؤية بلاده، بل وقرارها واجب التنفيذ من قبِـل حلفائها الخليجيين واليمنيين بشأن هذه الحرب، فالإدارة الأمريكية مثقّـلة بملفات معقدة كثيرة داخلية ودولية، تحاول أن تلقيها من على كاهلها الذي ينوء بالكثير، ومنها ملف حرب اليمن".

وتابع: "صحيح أن المملكة العربية السعودية باتت على قناعة بفشل حربها (عاصفة الحزم) باليمن بعد أن أخفق جيشها والقوات الموالية لها باليمن من تحقيق أي انتصار حقيقي على الحركة الحوثية وشركائها في الشمال، بل وصارت الكفة العسكرية تميل بشكل واضح لهذه الأخيرة، إلا أن هذا التأكيد الأمريكي على ضرورة تجاوز فكرة الحسم العسكري يقطع الطريق على التحالف بالتفكير باستئناف القتال مجددا تحت ضغط الحلفاء المحليين وبالذات حزب الإصلاح (إخوان اليمن) الذي يجأر بالشكوى عاليا بوجه التحالف جراء الهزائم التي يتلقاها هذه الأيام تباعا بمحافظات استراتيجية بالجنوب لمصلحة المجلس الانتقالي الجنوبي".

واعتبر السقلدي، أن "تصريحات المبعوث الأمريكي وقناعة السعودية بوقف هذه الحرب وكل المؤشرات تؤكد أن الحرب العسكرية الشاملة قد أصبحت من الماضي وبأن التسوية السياسية هي المتاح حاليا".

ويقول السقلدي، إن "واشنطن لم تعد تحتمل مزيدا من الكُـلفة بهذه الحرب ولا لديها الاستعداد بأن تظل شريكة (ولو من خلف الحَجَـب) بحرب لا طائل منها أمريكيا، في وقت تغرق فيه إدارة الرئيس بايدن بالحرب الأوكرانية وتخوض مشاورات صعبة مع إيران لوضع اللمسات الأخيرة والتوقيع على الاتفاق النووي مع إيران الحليف الاستراتيجية لصنعاء"..

ورأى أن "السعودية من جانبها تتلمس طريق السلام والسلامة للخروج من ورطة حرب دامية أرّقتها وأرهقتها كثيرا برغم التهديدات التي تتلقاها من حليفها اليمني الرئيس بهذه الحرب ونعني حزب الإصلاح الذي يلمح ويصرح كثيرا من خلال قياداته ونشطاؤه أنهم سيتحالفون مع الحوثيين، وهو الأمر الذي إن تم سيمثّـل كابوسا عسكريا وأمنيا مريعاً للمملكة، خصوصا على حدها الجنوبي المرتعش- وعلى عمقها الاقتصادي أيضا- اللذان يقبعان حتى اللحظة في دائرة الاستهداف".

كما رأى أن "الإمارات العربية المتحدة التي لا ترتبط بحدود جغرافية مع اليمن، ولا هواجس أمنية مباشرة تقلقها مع اليمن، وتناصب حزب الإصلاح العداء برغم الشراكة التي تجمعهما والعدو الجامع بينهما (الحركة الحوثية) فإنها أي الإمارات تعمل منذ بداية الحرب على مسارين بالشمال والجنوب، ففي الشمال الذي فشل فيه التحالف بإيجاد قوة سياسية وعسكرية وشعبية موازية لحركة الحوثية القوية التي تحظى بنفوذ طاغ هناك، فأنها (الإمارات) تعمل على إعادة إحياء حزب الرئيس الراحل صالح (المؤتمر الشعبي العام) في مناطق استراتيجية شمالا وغربا بالنسبة للإمارات كالساحل الغربي للبحر الأحمر ومضيق باب المندب، وفي الجنوب تقوي من شوكة حليفها الرئيس الطرف الجنوبي- وبالذات المجلس الانتقالي الجنوبي- عسكريا وسياسيا وترسخ حضورها بشكل مثير للجدل بمناطق وجزر جنوبية هامة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى