رسائل الحـُب

> سيكون من المهم بعث رسائل تطمين من الساسة تهدأ بها النفوس.

ما من أحدٍ الّا ويبغي لهذا البلد السلام، لكن لمّا ترفّه السادة صار في الأرواح تعقيد، وإنما السلامة في القِلّة والبساطة.

هل كان الجنوب بحاجة لوساطة أممية لرصِّ صفوفه، حين تصافحت الكفوف، وسرى في نفوس القوم خُلق العفو، والشوق لجمع الشتات، وقد شُفيت الصدور من داء الخصومة؟

إنه الحـُب تستحيل معه السياسة إلى روضة غنّاء يتفيأ ظلالها الصغير والكبير، الوزير والخفير، الرئيس والمرؤوس.

أيام المصالحة الجنوبية لم تكن تحتاج لمبعوث ولا وسيط، إنما كانت إرادة خالصة نابعة من الحنايا طوت صفحة الشِقاق والخِلاف.

بينما ثمان سنوات مضت على حرب الشمال مع الشمال لم يفلح وسيط محلي ولا عربي ولا إقليمي ولا دولي لوقف هذا الصراع.. فأيهما أحق بوطنه؟

عجزت هيئة الأمم أن تفتح طريقا إلى تعز من أجل الإنسانية، حتى سُلِبَ الناس فرحة السّفَر والتنقُّل ،ولطالما هاموا بالوصال لرؤية ذويهم في المدن والأرياف، فترصّد لهم الموت في جنبات الطريق، في حوادث سير يشيب لها الوِلدان.

رأى الناس صور في وسائل الإعلام عن عائلات سقطت من فوق ظهور السيارات في الجبال الوعرة، ومركبات انقلبت بركابها في المنحدرات، وقاطرات هوَت في الشِعاب المرتفعة.

إنه الجنوب يبعث رسائل الحُب وليس رسائل "المتحرّي" المحنّطة.

من عدن جاءت هذه الرسائل ليس من عمّان ولا عُمان ولا جنيف ولا نيويورك، إنما من " الثغر الباسم" الذي يصنع المعروف لأهله.

فلابُدَّ للّيلِ أن يَنْجَلِيْ

ولابدَّ للقَيْدِ أَنْ ينكَسِرْ

جاءت إشارة المصالحة من مدينة الحُب والسلام بلا إشارة ولا وصاية ولا ضغوط.

كانت الأرواح زاخرة بخُلق الحُب والرحمة مؤمنة بـ "يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلّا من أتى الله بقلبٍ سليم".

أيُّها الجنوبيين.. احذروا النكوص أو الرجوع إلى الخصومة والشِقاق، فقد صار وطنكم كبير وموعد قيام دولتكم قد اقترب.

فحيّا وهلا إلى الصفِّ المرصوص فقد فرح بكم الوطن والمواطن..

طفحَ السرورُ عليَّ حتى إنني

منْ عظمِ ما قد سَرّني أبكاني

يا مجلس الرئاسة و يا برلمان الشرعية ويا حكومة المناصفة، هل لكم أن تبعثوا رسائل حُب إلى هذا الشعب المسكين البائس فتمنحوه أملاً بتحسين معيشته وتوفير الخدمات، أملا يضع حدّا لهذا الانهيار المريع للعملة الوطنية، ورفع المظلمة؟

أم أن من أعجزه فتح طريق في تعز هو أعجز أن يعطي شعبه أملًا بالحياة الطيبة والعيش الكريم؟

فقط من عدن تأتي رسائل الحُب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى