​هل كل ذلك بأيدينا؟

>
نلاحظ من ما يدور في وسائل التواصل الاجتماعي وفي بعض وسائل الإعلام والمنتديات واللقاءات حديثًا يتكرر حول أن الجنوب تحرر من سنوات، لكن الأوضاع الخدمية والمعيشية المؤسساتية لم تشهد تحسنا ملحوظا ويرجعون باللوم على القيادات السياسية الجنوبية التي تحمل هدف الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية، ويعملون مقارنة بين الحوثي في الشمال والجنوبيين في الجنوب وكأنهم لا يدركون الآتي:


- أن الجنوب مازال في إطار الدولة اليمنية وتديره الحكومة اليمنية ماليا وإداريا ومؤسساتيا وغير ذلك، بينما الحوثي في الشمال انقلب على الدولة واستولى على كل مكوناتها ومؤسساتها ومواردها ويديرها كما يريد دون أن يشاركه أحد في القرار، وأن الحوثي متمرد على قرارات الشرعية الدولية، بينما الجنوبيون يسعون من خلال قيادتهم السياسية إلى انتزاع اعتراف دولي بهم وبحقهم في استعادة دولتهم، داخلين في إطار منظومة سياسية وتحالفات إقليمية ودولية.

 - أن الجنوبيين داخلون في تحالف مع الحكومة اليمنية حكومة المناصفة حديث العهد، وأن القرار ليس بيد الجنوبيين لوحدهم ولا يخص الجنوب فقط، لكن هناك حلفاء يمنيين في الحكومة لهم تأثير على اتخاذ القرار، وأن حكومة المناصفة اليمنية مسؤولة على الكل، وأن الأجندات والأهداف السياسية مختلفة في إطار هذا التحالف،  فبالوقت الذي يحاول الجنوبيون فيه تعزيز انتصاراتهم للذهاب بالجنوب نحو الاستقلال واستعادة دولته، يعمل النصف الآخر في الحكومة على منع الجنوبيين أو عرقلة تحقيق أهدافهم ويعمل على تعزيز ما تسمى بالوحدة اليمنية، وأن الصراع على أوجه وحرب الخدمات مستمرة.

- أن البعض لا يدرك أن المجتمع الدولي والإقليمي يعترف بالحكومة اليمنية وسفاراتها مفتوحة في مختلف دول العالم وعضويتها في الهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية قائمة.

- أن البلد تحت البند السابع وهناك تحالف عربي يتدخل عسكريًا لتنفيذ قرارات مجلس الأمن وأهمها 2216.
أعتقد أن البعض يدفع الجنوبيين إلى التمرد ومواجهة العالم والتحالف العربي بهدف أن يظل الجنوب تحت الاحتلال تحت اسم الوحدة.

من منا لا يريد إعادة الجيش الجنوبي؟ ومن منا لا يريد دفع المرتبات وبقية الاستحقاقات؟ ومن منا لا يريد تشغيل الميناء والمصفاة والمطار وغيرها؟ من منا لا يريد إعادة بناء المؤسسات وتحسين الخدمات وتحسين مستوى معيشة الشعب؟ من مننا يرفض أن تتوحد المؤسسات العسكرية الجنوبية وتتم هيكلتها وتدفع رواتبها من خزينة الدولة وغير ذلك؟ لكن السؤال هل كل ذلك بأيدينا خصوصا في وضعنا الحالي؟
علينا أن ندرك أن الأوضاع لن تتحسن إلا بعد استعادة دولتنا، لكن في نفس الوقت لا ينبغي السكوت عن الفساد ولا عن تدهور الأوضاع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى