إقناع دولي على تقديم تنازلات إضافية للحوثي لمنع إنهيار هدنة اليمن

> عدن "الأيام" العرب اللندنية

>
  • تمديد محتمل للهدنة الأممية في اليمن وفقا للشروط الحوثية
كشفت مصادر سياسية مطلعة لـ”العرب” عن اقتراب التوصل إلى اتفاق بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والحوثيين المدعومين من إيران، حول تمديد الهدنة التي تنتهي مطلع أكتوبر القادم لستة شهور أخرى.

وقالت المصادر إن المبعوثين الأممي والأمريكي إلى اليمن، إلى جانب سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي في اليمن، لعبوا دورا خلال الأيام الماضية في إقناع رئيس مجلس القيادة الرئاسي بالموافقة على تقديم تنازلات إضافية لمنع انهيار الهدنة الأممية.

ووفقا للمصادر، من المتوقع أن توافق الحكومة اليمنية على الاشتراطات الحوثية لتمديد الهدنة والتي تتضمن فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة ودفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرة الحوثيين، في مقابل تقديم الحوثيين تنازلات في ما يتعلق بفتح الطرقات في مدينة تعز، دون أن يعرف حتى الآن حجم هذه التنازلات الحوثية التي يعتقد أنها جاءت نتيجة زيارة المبعوث الأممي إلى إيران وتدخل المسؤولين في طهران، إضافة إلى الجهود الذي بذلها المبعوثان الأممي والأميركي وسفراء الاتحاد الأوروبي خلال زياراتهم إلى العاصمة العمانية مسقط.

وفي تصريح لـ”العرب” حول فرص تمديد الهدنة وإمكانية استجابة الشرعية لاشتراطات الحوثي في ظل التصريحات الأخيرة للمبعوث الأميركي والأمين العام للأمم المتحدة، قال ماجد المذحجي المدير التنفيذي لمركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية إن المسار الحديث لمجريات الملف اليمني يذهب باتجاه تمديد الهدنة وفقا للمتطلبات السياسية الخاصة بهذا التمديد الحالي التي يبدو أن مسارات التفاوض الخلفية قد لبّتها.

ولفت المذحجي إلى أنه ما زالت هناك أسئلة حول ما إذا كانت الشرعية تحديدا ستقوم بتجاوز ملف الطرقات في تعز وكيف سيستجيب الحوثي لهذا الملف الذي يعد واحدا من أكبر التحديات السياسية التي تشكل ضغطا كبيرا على مجلس الرئاسة وتحديدا رئيسه رشاد العليمي.

وتابع “الخيارات قليلة أمام المجلس الرئاسي، لكن المزاج العام الإقليمي والدولي مزاج داعم لتمديد الهدنة، بالنظر إلى وجود استحقاقين أساسيين في العالم وفي المنطقة هما الانتخابات النصفية الأميركية وكأس العالم في قطر وهما حدثان يدفعان باتجاه فرض التهدئة بأي كلفة كانت لذلك أظن سيمر مسار الهدنة رغم كل شيء”.

ومن جهته يقلل الباحث السياسي اليمني مصطفى الجبزي من قدرة الشرعية اليمنية المناورة لانتزاع أي مكاسب محتملة من تفاعلات الملف اليمني التي تذهب باتجاه تمديد الهدنة، استجابة لمتطلبات إقليمية ودولية، وقال الجبزي في تصريح خاص لـ”العرب” إنه “لا يوجد سبيل للحكومة الشرعية إلا القبول بما يقترح عليها لتمديد الهدنة حيث أن وضعها الحالي منذ الترتيبات الأخيرة لمجلس القيادة وإستراتيجيتها المتبعة منذ بداية الحرب لا تتيح لها أن تملي شروطا أو تكون المتحكم بمجريات الأمور”.

وتابع “يتعنت الحوثي ويعلم أنه سينال ما يريد لأن المجتمع الدولي متلهف لإرضائه دون العناية بشروط السلام الحقيقية في اليمن”.

وبدوره يؤكد الباحث السياسي اليمني ورئيس مركز فنار لبحوث السياسات عزت مصطفى أن الحديث عن هدنة موسعة دون اتفاق موقع من الشرعية والحوثيين يعني هدنة قابلة للانهيار في أي وقت بعد مضي 6 أشهر من تطبيق الهدنة الحالية التي أرسيت لشهرين ومددت مرتين.

وعبر مصطفى عن توقعه أن تمدد الهدنة لشهرين إضافيين أو إلى نهاية ديسمبر القادم في ظل فشل إلزام الحوثيين بتنفيذ أي من التزاماتهم الإنسانية التي قامت الهدنة على أساسها خاصة وأن الميليشيا تتعمد إبداء عدم رغبتها في تمديد الهدنة مع قرب انتهائها كما كل مرة لتصل إلى قبول المجتمع الدولي بتمرير تجديد للهدنة دون نقاش الحوثيين حول التزاماتهم المؤجلة.

ولفت مصطفى إلى أن تصريح الأمين العام للأمم المتحدة الذي اعتبر أن الحوثيين قدموا تنازلا بوقف هجومهم على مأرب، بينما المعطيات العسكرية على الأرض تؤكد أنهم لم يوقفوا هذا الهجوم، نتيجة رغبتهم أو استجابة لمطالب المجتمع الدولي إنما اضطرارا عسكريا بعد الانتصارات التي حققتها ضدهم مطلع العام ألوية العمالقة الجنوبية في مديريات بيحان وشبوة وحريب ومأرب والتي أثرت على الموقف الحوثي الهجومي ضد مأرب وتحول إلى حالة دفاعية للحيلولة دون مزيد من الخسائر في صفوفهم والتي جاءت الهدنة لاحقا لتعطيهم فرصة لترميم الانهيار العسكري الذي لحق بهم.

وتابع “من المرجح أن ما لم يتحقق في الأشهر الستة السابقة من الهدنة لن يتحقق في حال توسيعها دون اتفاق مكتوب ودون إلزام مصحوب بالتلويح بعقوبات واضحة خاصة في ملفات صرف مرتبات موظفي الخدمة المدنية في مناطق سيطرة الميليشيا أو فتح المعابر في تعز وعدة محافظات وملف الأسرى والمعتقلين وغيرها من الملفات، فالميليشيا الحوثية تقايض المجتمع الدولي بفرض هدنة مقابل تراجعها عن إيذاء العالم عبر خط الملاحة الدولي في البحر الأحمر نظير تنازل المجتمع الدولي عن تحقيق مصالح اليمنيين من الهدنة وهي الرسالة التي سبق للميليشيا الشهر الفائت أن بعثتها للعالم باستعراضها بألغام بحرية ومسيرات وزوارق مفخخة في مدينة الحديدة الساحلية”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى